حروف وكلمات ذات معنى
سعدات عمر
كان تفاؤل شعبنا الفلسطيني وجماهيرنا العربية تفاؤلاً تاريخياً واليوم صار تاريخي وعملي فليس التفاؤل أن نُصدٍّق التاريخ ولكن التفاؤل أن نُصدّٓق قدرة شعبنا وجماهيرنا العربية على المشاركة في عملية سير التاريخ إلى أمام حيث تجري محاولات كثيرة لفك ارتباط شعبنا وجماهيرنا العربية بهذه القناعة وتجري أيضاً محاولات لوضع الفوارق بين آلة الدمار الإسرائيلية وبين الدولة الإسرائيلية ذاتها لدفع السلطة الفلسطينية إلى إجراء تعديلات على أهدافها تنطبق مع صياغة هذا الفارق المُصطنع ولكن تفاؤل شعبنا وجماهيرنا العربية سيتغلب بالتأكيد لأنه ليس شعبنا الفلسطيني كما السلطة الفلسطينية أن يُضحي بهذه السهولة بمحتوى أهداف نضاله ومبادئه وشعاراته وليس بوسعه أن ينسجم مع نغمة القول بسقوط العقائد تبريراً لعملية استبدال الأصدقاء بالأعداء ليست هذه الوقفة من الصمود آخر الوسائل لأننا نكتشف كل لحظة أن توقف هذا الصمود يُرادفه توقف عملية السلام بتضعضع قدرة النمو الفلسطيني على خوض حرب الحرية والدولة في الأمم المتحدة والمحافل الدولية ليست تلك مفارقة لأنه ليس بوسع أي ارهاب اسرائيلي حتى الإرهاب الإسرائيلي الذي قتل اسحق رابين أن يفرض الاستسلام على شعبنا الفلسطيني وجماهيره العربية "رفض الشعب العربي في مصر والأردن والمغرب ودول الخليج سياسة التطبيع مع اسرائيل" ومن هنا كانت الردود الفلسطينية وجماهيرنا العربية المناسبة على العدوان الإسرائيلي المحتل ب.لاءات جمال عبد الناصر المُتتالية التي توصل إلى سلام العدل والحق في اتجاه الحل الذي يُشكل اقتراباً من العقبة التاريخية "فلسطين" ويكشف لضعيفي الذاكرة أنها هي أصل الصراع فمدة الزمن التطبيعية طالت أم قصُرت تعتبرها إسرائيل هدنة مؤقتة تُرتب فيها إسرائيل مُقومات جديدة للتنصل من كافة الالتزامات مع كل الدول العربية التي تُقيم سفارات إسرائيلية على أراضيها باعتبارها دولاً مُطبعة مع القلعة الإسرائيلية أعلى التل التي تزيد وتُطور تحصيناتها بكل ما في كلمة تحصين من معنى لتعود إلى ممارسة دورها الذي اعتقد فرسانها أنه غير قابل للفتك هو الدور هو القضاء على روح الطموح الفلسطيني بتدمير قطاع غزة أولاً وايقاد نار الفتنة في الضفة ثانياً لبعث روح أيار 1948 في نفوس الإسرائيليين المنكوبة لفرضها على النفوس الفلسطينية-العربية الحية لكن على طرف المواجهة تتمسك الحماهير الفلسطينية بقيادة الرئيس أبو مازن على خوض الصراع للتحرر من روح أيار 1948 وروح حزيران 1967 رمزا الهزيمة والاغتراب والأنظمة العربية تعثر في نفوسها وفي ترابها الفكري على ثروة هائلة تتلائم مع هزيمتهم إلى الحضور الغير مُشرف في المرحلة وبناءً على هذا ليس بوسع الأنظمة العربية أن يهزموا حتى ذبابة وليس بوسعهم أن يحققوا السلام بعد انهيار قيمهم وأخلاقهم ونواميسهم.