عار على البشرية
بهاء رحال
تتواصل حرب الإبادة الجماعية في غزة تحت سمع ومرأى العالم، تحت ذريعة إطلاق سراح مئة أسير في غزة، بينما يصل عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال ما يفوق الـ 15 ألف أسير وأسيرة، وهناك آلاف تم اقتيادهم من غزة إلى جهات مجهولة، لا أحد يعلم عنهم أيّ شيء، ولا أحد يعرف أعدادهم، وهم في ازدياد كل لحظة وكل دقيقة، ومع استمرار الإبادة فإن العار يلاحق البشرية التي لم توقفها على شعب هدفه في البدء والخاتمة الحرية، ولا شيء سوى الحرية والاستقلال الوطني والخلاص من الاحتلال، وأن ينعم بالحياة كباقي شعوب العالم، فأي عار سيلحق بالبشرية التي تشهد هذه الإبادة، وباستطاعتها وقفها، إلا أنها لا تحرك ساكنًا، بل تناصر الاحتلال وتدعمه.
تحاول حكومة الاحتلال منذ اليوم الأول الترويج لمصطلح مختطف، في إشارة إلى أسراها في غزة، وهذا يأتي لتضليل العالم الذي انحازت حكوماته، وأعلنت دعمها ودفعت بالمال والسلاح، بينما وقفت الشعوب وخرجت تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ورفضًا لحرب الإبادة التي يتعرض لها الناس في غزة.
تقوم الدنيا ولا تقعد لأجل مئة أسير في غزة، ويذبح شعب بأكمله ويقصف بمئات الأطنان من المتفجرات والبارود، ويباد بمجازر جماعية أمام عين العالم، ولا يتحرك أحد ليقول أن الاحتلال يعتقل أكثر من 15 ألف إنسان، بعضهم أمضى أكثر أربعين عامًا داخل زنازين ومعتقلات الاحتلال. ألسنا بشر كباقي البشر! أليسوا أسرانا من لحم ودم! أليس من حقهم العيش بحرية وبأمن وأمان! فأين هي عدالة العالم؟ وأين هي مواثيقه؟ ولماذا كل هذا الانحياز، وأمام هذا كله تستمر حرب الإبادة، ويصر العالم على الكيل بمكيالين، واتهام الضحية وتبرئة الجناة، ولا شيء يوقف هذه المقتلة ما دامت أمريكا داعمة لها، وما دامت الإدارة الجديدة تتوعدنا بمزيد من القتل، وتهددنا بأكثر من إبادة.
أسرانا من لحم ودم، ويحق لهم أن ينعموا بالحرية وبالحياة الكريمة، وقد ناضلوا من أجل حرية الوطن، وعلى العالم الذي يعي ذلك أن يخرج من دوائر الانحياز، وأن يفرض شروط العدل والمساواة لا سياسة الكيل بمكيالين، وأن لا تبقى يد الاحتلال مشرعة في قتلنا وذبحنا، وهي متورطة بجرائم ضد الإنسانية.
عار على البشرية هذه الإبادة المستمرة، وهذه المقتلة التي يتعرض لها شعبنا في غزة، وقد تحول قطاع غزة إلى قطعة من الجحيم، غير صالحة للعيش، فاقدة لكل مقومات الحياة، بلا دواء ولا غذاء، ومع كل يوم تزداد المعاناة وينفذ صبر الناس الذين لا حول لهم ولا قوة، وهم يعيشون في انتظار أن يصحو ضمير العالم ويتحرك لوقف المقتلة.