معادلة هل يكون رصيدك قد نفذ يا اسرائيل

فبراير 21, 2024 - 12:01
معادلة هل يكون رصيدك قد نفذ يا اسرائيل

كل يوم يمر ، في بحثها عن النصر الكامل ، المطلق ، تفقد إسرائيل شيئا جديدا من رصيدها ، سواء المادي او المعنوي ، العسكري او السياسي ، الشعبي او الحزبي ، الآني او المستقبلي ، الإقليمي او الدولي ، التكتيكي او الاستراتيجي ، حتى لكأننا بصدد سماع العبارة التقليدية في الجوالات : لقد نفذ رصيدك.

في اليوم السادس و الثلاثين بعد المئة على العدوان الابادي في غزة ، نتوقف عند حدثين ، الأول حصل ، و الثاني لم يحصل بعد . الأول هو المتعلق بيحيى السنوار مع عائلته و هو يهرب في احد الانفاق ، تم تصويره بإحدى كاميرات حماس في العاشر من أكتوبر الماضي ، أي بعد ثلاثة أيام على طوفان الأقصى ، أي قبل 133 يوما من اليوم ، و تم التعامل مع هذا الشريط القديم بترويج عالي الاهتمام امنيا و سياسيا و إعلاميا ، أكثر بكثير مما تم التعامل مع فردة حذائه ، و على الرغم من ان الشخص الذي ظهر في الشريط قد لا يكون يحيى السنوار ، لأنه صور من الخلف ، و طريقة مشيته لا تشبه مشية السنوار ، الا ان إسرائيل قدمت الشريط على انه احد إنجازاتها ، متجاهلة انه شريط قديم . عن ذلك يقول الصحفي الشهير ناحوم بارنيع في يدعوت احرنوت : "على مدار يوم كامل اطعموا الإسرائيليين قصة عن شريط مسجل عن السنوار في نفق ، الجبان ليس فقط يفر و هو يتلبسه الرعب من مجنزراتنا التي تحرث الأرض فوقه ، بل يبعث أيضا بزوجته و أولاده امامه لكي يموتوا قبله . في العاشر من أكتوبر ، أي قبل 17 يوما على الخطوة البرية ، لم يكن للسنوار ان يهرب من أي مكان لأنه لم يكن أي سبب لذلك". و يخلص بارنيع الى ان ضابطا اوقفه وقال له اخشى ان يكون الضرر الأكبر من احداث 7 أكتوبر هو المس بقيم المجتمع الإسرائيلي ، حماس ستفسدنا ، و هذه الحرب ستولد إسرائيل أخرى ، سائبة ثأرية عنيفة متزمتة " .

الحدث الثاني الذي لم يحدث بعد ، فهو شهر رمضان الذي تتعامل معه إسرائيل كشيء مخيف او جسم مشبوه سيدهمها بعد حوالي عشرين يوما ، و هو شأن آخر تماما ، هو شهر مقدس عند حوالي ملياري مسلم ، يصومون فيه النهار و يقومون الليل ، يتسامحون و يتحابون ويتعاطفون و يتراحمون ، شرط قبول الله صيامهم – أكيد ليس كل المسلمين كذلك – لكن إسرائيل صاحبة اول دين سماوي ، تنظر اليه على انه شر مستطير ، وباء كورونا مثلا ، او طوفان ثان من نوع جديد ، تربطه بالمسجد الأقصى كمكان ، و تبدأ التخطيط لمنع حوالي مليون مؤمن من الاعتكاف فيه اثناء صيامهم ، تبدأ بتصنيف أعمارهم و هوياتهم السياسية ، و مسقط رؤوسهم ان كانوا من "عرب إسرائيل" او من رعايا العاصمة الموحدة القدس او من الضفة .
أما من غزة وما ادراك ما غزة، فهم محرومون من دخوله في رمضان و غير رمضان منذ 17 سنة ، و في هذا العام بالتحديد ، نحن نجوعهم ليلا و نهارا ، منذ خمسة اشهر . هل يكون رصيدك قد نفذ يا إسرائيل .