الجامعة العربية الأمريكية تتوج بلقب مسابقة المسرح الجامعي للمرة الثانية على التوالي بمسرحية «تريت»

سبتمبر 8, 2025 - 15:30
الجامعة العربية الأمريكية تتوج بلقب مسابقة المسرح الجامعي للمرة الثانية على التوالي بمسرحية «تريت»

الجامعة العربية الأمريكية تتوج بلقب مسابقة المسرح الجامعي للمرة الثانية على التوالي بمسرحية «تريت»

حققت الجامعة العربية الأمريكية إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجلها الثقافي والفني، بتتويجها للمرة الثانية على التوالي بلقب أفضل عمل مسرحي متكامل، ضمن الدورة الثانية لمسابقة المسرح الجامعي التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع مسرح القصبة في رام الله.

 وتمكنت الجامعة من انتزاع المركز الأول عبر عرضها المسرحي الجديد «تريت»، والذي حمل بصمة طلبتها من الفكرة إلى التنفيذ، بالشراكة مع مسرح الحرية وبإخراج الفنان معتصم أبو الحسن.

«تريت»: عمل طلابي متكامل يعكس وعيًا سياسيًا واجتماعيًا

ما يميز عرض «تريت» ليس فقط نيله الجائزة، بل كونه إنتاجًا طلابيًا خالصًا، ابتداء من كتابة النص، مرورًا بالإخراج، وانتهاءً بالأداء والتنفيذ.

 وقد شارك في العمل كل من الطلبة شانتال رزق الله، آية سمارة، جعفر الأقرع، الذين جسّدوا على خشبة المسرح رؤية فنية تعكس وعيًا سياسيًا واجتماعيًا بقضايا الواقع الفلسطيني والعالمي، من خلال معالجة فكرية ونفسية عميقة لمفاهيم مثل الإخضاع، والوعي الجمعي، والحرية الفردية.

تدور أحداث المسرحية داخل صالون تجميل منعزل، حيث تتحول لحظات التحضير لحفل زفاف إلى مواجهة داخلية مع الواقع، في صراع درامي بين الوهم والوعي.

 هذا الإعداد المسرحي الرمزي لم يكن عبثيًا، بل جاء مدروسًا ليشكّل نافذة فنية تطل على تساؤلات وجودية وإنسانية، تعكس حالة الاضطراب الجمعي الذي تعانيه الشعوب في ظل التحديات السياسية والاجتماعية المفروضة عليها.

بيئة تعليمية تحفز الإبداع وتدعم الإنتاج الفني

هذا الإنجاز يأتي تتويجًا لرؤية الجامعة العربية الأمريكية التي تضع النشاط الفني والثقافي في صلب استراتيجيتها التعليمية، من خلال بيئة تحتضن الإبداع وتشجعه.

وقد أكدت عمادة شؤون الطلبة دورها المحوري في دعم مثل هذه المبادرات، حيث قال لؤي طافش، مسؤول الأنشطة في العمادة، إن عرض «تريت» هو ثمرة تعاون طويل الأمد بين الجامعة ومسرح الحرية في جنين، في إطار سعي مشترك لإثراء المشهد الفني الفلسطيني داخل الحرم الجامعي وخارجه.

وأضاف طافش أن هذا التعاون يعكس إيمان الجامعة بدور المسرح كأداة للتغيير والتوعية، مشيرًا إلى أن العمل المسرحي لم يعد مجرد نشاط ترفيهي، بل وسيلة فعّالة لطرح الأسئلة المجتمعية والسياسية، وتحفيز النقاشات حول قضايا تهم الجيل الجديد.

أداء متميّز ومواهب واعدة

إلى جانب فوز «تريت» بجائزة أفضل عمل متكامل، برز الأداء الفردي للمشاركين، حيث نالت الطالبة آية سمارة جائزة أفضل ممثلة لهذا العام، خلفًا لزميلتها شانتال رزق الله التي نالت الجائزة نفسها في الدورة السابقة. ويؤكد هذا التميز المتواصل حرص الجامعة على تطوير مهارات طلبتها الفنية، واكتشاف الطاقات الكامنة لديهم، وتوفير المساحات اللازمة لعرضها أمام جمهور أوسع.

المخرج معتصم أبو الحسن، الذي قاد الطلبة خلال مراحل إنتاج المسرحية، عبّر عن اعتزازه بالنتيجة، مشيرًا إلى أن «تريت» هو دليل حي على ما يمكن للطلبة إنجازه عندما تتوفر لهم الرؤية والدعم المناسب. واعتبر أن العمل يفتح الباب أمام إنتاجات مسرحية طلابية مستقبلية قادرة على المنافسة محليًا وإقليميًا.

تكامل الأدوار من أجل مشهد ثقافي مستدام

الشراكة بين الجامعة ومسرح الحرية تُعد نموذجًا يُحتذى به في التعاون بين المؤسسات التعليمية والثقافية. فهي لا تقتصر على تبادل الخبرات، بل تسهم فعليًا في صناعة محتوى فني يعكس هموم الناس وتطلعاتهم.

 وقد أشار طافش إلى أن هذه الشراكة تضيف بعدًا فنيًا وفكريًا متجددًا للعمل المسرحي الجامعي، وتساهم في تكوين جيل جديد من الفنانين الفلسطينيين الذين يحملون رسالة وطنية وإنسانية.

من جهتها، شدد عميد شؤون الطلبة الدكتور عماد فشافشة على أن المسرح الجامعي ليس مجرد نشاطًا ثقافيًا، بل هو مساحة حقيقية للتعبير والابتكار، تسعى الجامعة من خلالها إلى خلق بيئة تعليمية منفتحة تشجع على البحث الفني والتجريب، بما يسهم في تعزيز الوعي الفني لدى الطلبة وتنمية قدرتهم على النقد والتحليل.

تطلعات مستقبلية

في ضوء هذا النجاح، أشار الدكتور فشافشة ان الجامعة العربية الأمريكية تتطلع إلى المزيد من الإنتاجات المسرحية الطلابية التي تعزز من حضورها في الساحة الثقافية، وتدعم توجهها في أن تكون منارة للفن والابتكار داخل المجتمع الفلسطيني، موضحا أن مثل هذه الإنجازات تترجم التزامها بإعداد كوادر شبابية تمتلك الحس الفني والمعرفي، القادرة على التأثير والتفاعل مع القضايا الوطنية والإنسانية عبر أدوات التعبير الإبداعي.

ومع استمرار مسابقة المسرح الجامعي وتطورها، تبرز الجامعة العربية الأمريكية كلاعب رئيسي ومؤثر في هذا الحراك، مؤكدة أن المسرح يمكن أن يكون منبرًا حيويًا لتجسيد تطلعات الجيل الجديد، وصوتًا فنيًا يحمل مضامين فكرية عميقة تعبّر عن واقعنا وتستشرف مستقبلنا.