"ترامب 2025: مواقف وسياسات صادمة وتراجع شعبي.. قراءة في واقع ومستقبل ترامب السياسي

كتب:مصطفى الزواتي

ديسمبر 2, 2025 - 10:03
"ترامب 2025: مواقف وسياسات صادمة وتراجع شعبي.. قراءة في واقع ومستقبل ترامب السياسي

"ترامب 2025: مواقف وسياسات صادمة وتراجع شعبي.. قراءة في واقع ومستقبل ترامب السياسي
كتب:مصطفى الزواتي 
يشهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فترة رئاسته الثانية هبوطاً في شعبيّته، فيما يتصدر  ملف الهجرة مجدداً للواجهة كأحد الملفات المهمة التي تشهد على سياسات ترامب.
ويمكن القول أن  المشهد السياسي الأمريكي في الأسابيع الأخيرة يسير إلى توتر لافت مع سلسلة من القرارات التي اتخذها ترامب في ولايته الثانية، بالتزامن مع انخفاض ملحوظ في شعبيته داخل الولايات المتحدة. وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تتصاعد فيه المخاوف الأمنية وتزداد فيه حدّة الجدل حول مستقبل الهجرة، ودور السلطة التنفيذية، وطبيعة النظام السياسي الأمريكي نفسه.
وقد أظهر استطلاع حديث للرأي هبوط شعبية ترامب إلى 36% فقط، وهو أدنى مستوى له منذ بداية ولايته الثانية، وهذا التراجع يعكس حالة استياء داخلي من سياسات يُنظر إليها على أنها هجومية، وانفعالية، ومرتبطة بالملفّات الشائكة التي تمسّ حياة ملايين من السكان، خصوصاً المهاجرين.
ويفسّر مراقبون هذا الهبوط بثلاثة عوامل أساسية:
1. تصاعد الخطاب الأمني بطريقة مبالغ فيها.
2. سياسات الهجرة المتشددة التي اتخذها ترامب التي فجّرت انقساماً داخلياً.
3. الخطاب الإعلامي الصدامي الذي أعاد إنتاج توتر الانتخابات السابقة.
الحادث الأمني الأخير قرب البيت الأبيض شكل نقطة تحول واضحة في خطاب ترامب. ولم تمضي ساعات من الحادث، حتى أعلن ترامب نيته وقف الهجرة بشكل دائم من دول "العالم الثالث"، وهو مصطلح مثير للجدل يعكس رغبة في إعادة تشكيل السياسة السكانية لأميركا اعتماداً على معيار الأمن القومي بدلاً من البعد الإنساني أو الاقتصادي.
هذا القرار أثار موجة انتقادات واسعة في الداخل والخارج، إذ يعتبره معارضون خطوة "معادية للمهاجرين" وقد تلقي بظلالها على مئات آلاف الأسر، خاصة من آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط. كما أنه يعيد للأذهان سياسات عام 2017 حين مُنعت بعض الجنسيات من السفر إلى الولايات المتحدة.
ومن هنا يمكن القول أن الولايات المتحدة باتت في عهد ترامب اليوم منقسمة كما لم تكن من قبل، وقرارات ترامب الأخيرة تضيف مزيداً من التوتر إلى المشهد الداخلي. وبين تراجع شعبيته، وتصاعد الانتقادات ضده، وتمسكه بخطاب "أمريكا أولاً"، كل ذلك يدخل ترامب في مرحلة تصنف من أكثر المراحل حساسية في ولايته الثانية — مرحلة قد تحدد شكل السياسة الأمريكية في السنوات القادمة.