أثر تدريبات المشاة على الانضباط الاجتماعي
محمد قاروط أبو رحمه
(الملخص: الانضباط الاجتماعي هو القوة الدافعة وراء تقدم المجتمعات ورفاهية الأفراد، وهو نتاج تفاعل مجموعة من العوامل الداخلية التي تدفع الأفراد نحو الالتزام بالقواعد والمعايير الاجتماعية).
والانضباط الاجتماعي والانضباط المجتمعي مصطلحان متداخلان، ولكنهما ليسا مترادفين.
الانضباط الاجتماعي هو كيفية تفاعل الناس مع بعضهم البعض، والانضباط المجتمعي هو كيف يعمل المجتمع ككل.
هذه المقالة سوف تتناول أثر تدريبات المشاة العسكرية على الانضباط الاجتماعي. وسوف نتناول أثر تدريبات المشاة العسكرية على الانضباط المجتمعي في مقال لاحق.
اما قبل:
فان تدريبات المشاة العسكرية هي التي تنفذها هيئة التدريب العسكري لقوى الامن الفلسطيني، وقطاع التدريب في قوى الامن، والتي تنفذ في المخيمات الصيفية والشتوية، للأشبال والزهرات والشبيه، وتنفذها أيضا قطاعات الكشافة والمجلس الأعلى للشباب والرياضة.
نحن بدورنا نقدم أثر هذه التدريبات على الفرد وعائلته ومجتمعه لحث الجميع على المشاركة في هذه التدريبات لأنها تساهم في صقل شخصية الفرد ليكون أكثر فائدة لنفسه وعائلته ومجتمعه.
يعرف الانضباط الاجتماعي على انه التزام الفرد بالقواعد والقيم والمعايير الاجتماعية المقبولة في مجتمعه، مما يساهم في الحفاظ على النظام والاستقرار داخل هذا المجتمع.
مصادر قوة الانضباط الاجتماعي تتكون من مجموعة من القيم والأخلاق والعادات والتقاليد والدين التي يكتسبها الفرد من عائلته، ثم تتطور نحو الالتزام الطوعي بالقواعد والقيم الاجتماعية.
والانضباط الاجتماعي يبدأ بتعلم الفرد بر الوالدين، واحترام العائلة، والاقارب والجيران، وهكذا حتى الوصول الى احترام الانسان كونه انسان.
ويتعلم الفرد مجوعة أخلاقية ضابطة وموجهة لتصرفاته، مثل: الضمير والاخلاق والشعور بالمسؤولية الأخلاقية تجاه المجتمع والالتزام بالمعايير والقيم المشتركة.
وتساعد التربية والتعليم في المراحل الأولى للدراسة على غرس قيم الانضباط والمسؤولية في مراحل مبكرة من الحياة من خلال التربية السليمة والتعليم. كما تساهم التربية الدينية والالتزام بالتعاليم الدينية التي تحث على الانضباط والالتزام بالقواعد الأخلاقية مصدر مهم للانضباط الاجتماعي.
تساهم التنشئة الاجتماعية، التي يتم من خلالها اكساب الفرد قيم ومعايير الانضباط الاجتماعي من خلال التفاعل مع الأسرة والمجتمع على تقدير قيمة احترام الآخرين والتعامل بلطف واحترام مع جميع أفراد المجتمع، بغض النظر عن خلفياتهم أو اختلافاتهم. ان التنشئة الاجتماعية هي التي تزرع الإيمان بأهمية الانضباط الاجتماعي وكيف يساهم في تحقق النجاح والسعادة الشخصية والاجتماعية.
يتطور الانضباط الاجتماعي من خلال المشاركة الفعالة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، والعمل التطوعي، والمساهمة في تطوير المجتمع. وهذه المشاركة تدرب الافراد على تحمل المسؤولية عن الأفعال والقرارات، والعمل على التعلم من الاخطاء وتصحيحها، والمساهمة في حل المشكلات المجتمعية.
يشكل التعاون والعمل الجماعي مع الآخرين والتنسيق معهم لتحقيق أهداف مشتركة ونتائج إيجابية للمجتمع أهمية لتطوير وعي الفرد بمسؤوليته الفردية ومسؤوليته من خلال الجماعة عن المجتمع ككل.
ومن خلال التفاعل مع الاخرين يطور الفرد قدرته على تنظيم سلوكه ومشاعره والتحكم في انفعالاته، وهذا يساهم في تجنب المشاكل وتعزيز العلاقات الاجتماعية.
ومن خلال التنشئة والتفاعل مع الاخرين تتم عملية تنمية القيم والأخلاق، والتي تشمل الالتزام بالقيم الإيجابية مثل الصدق والأمانة والعدل، والعمل على تعزيزها في المجتمع.
اما أهمية الانضباط الاجتماعي فانه يساهم في الحفاظ على النظام والاستقرار، كما يساهم الانضباط الاجتماعي في خلق مجتمع منظم ومستقر، حيث يشعر الأفراد بالأمان والاطمئنان. ويعزز التعاون والتلاحم بين افراد المجتمع، كما يشجع الانضباط الاجتماعي على التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع، مما يعزز التماسك الاجتماعي. كما يساهم الانضباط الاجتماعي في تحقيق التنمية والتقدم من خلال توفير بيئة مناسبة للتنمية والتقدم، حيث يتمكن الأفراد من تحقيق أهدافهم وطموحاتهم.
والانضباط الاجتماعي يساهم في بناء مجتمع أفضل وأكثر عدلا وتقدما، حيث يعيش الأفراد في بيئة إيجابية ومحفزة.
وأخيرا:
تطور تدريبات المشاة العسكرية الانضباط الاجتماعي للفرد وذلك من خلال، تعلمه الانضباط العسكري، والعمل ضمن جماعة، ومن خلال انفكاكه عن عائلته لوقت محدود، يتعلم الاعتماد على الذات والجماعة.
تساهم تدريبات المشاة العسكرية في تنمية معنى العائلة واهمية تماسكها، ومعنى إقامة علاقات إيجابية بناءه ابتداء من اقاربه وجيرانه، ومن خلال مشاركته بالأنشطة الثقافية والاجتماعية، يتعلم الفرد كيف يكون عضوا منتجا في مجتمعه، ويتعلم ويطور قدرته على تحمل المسؤولية، وعلى اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية عن افعاله. وتعزز تدريبات المشاة العسكرية الثقة بالذات وتبني الثقة بالنفس، كما تساهم هذه التدريبات في تعزيز الثقة بين الأفراد والمؤسسات، مما يساهم في تعزيز التعاون. وتحقيق التنمية، وتعزيز الإنتاجية الفردية والجماعية، خلق بيئة مجتمعية آمنة، تساهم بتعزيز صمود شعبنا.
التوصية:
التوصية للأخوات والاخوة الذين يدربون المشاة العسكرية نقل أثر التدريب على الانضباط الاجتماعي من تعلم عارض الى تعلم مقصود، لإنه سيكون أكثر تأثير وفائدة.
