بريطانيا و الدولة الفلسطينية ..

يوليو 30, 2025 - 12:23
يوليو 30, 2025 - 12:25
بريطانيا و الدولة الفلسطينية ..

بريطانيا و الدولة الفلسطينية ..

حمزة خضر .

باعتقادي انه كان يجب ان يمنح يهود - اوروبا وطنا قوميا لهم في المانيا بدلا من فلسطين فلو حدث ذلك لما تشكلت مأساة الفلسطينيون على يد بريطانيا و بعد اكثر من ١٠٠ عام - قرن من المأساة ، قرن على صدور وعد بلفور الذي منح اليهود وطنا قوميا لهم في فلسطين تقرر بريطانيا صاحبت الوعد المشؤوم الانحياز الى الجانب الصحيح من التاريخ و الاعتراف بحق الفلسطينيون في دولة لهم على جزء من تراب وطنهم التاريخي . 

نص وعد بلفور . 

وزارة الخارجية.

في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917م

عزيزي اللورد "روتشيلد".

"يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف (١) على أماني

اليهود (٢) و الصهيونية (٣) ، وقد عرض على الوزارة و أقرّته:

"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين "العطف" إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين (٤). و ستبذل غاية جهدها (٥) لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوماً بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية (٦) التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين (٧). ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الاخرى (٨).

وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية (٩) علماً بهذا التصريح".

و هنا يتضمن الوعد فهما صريحا لاسباب صدروه ( عطفا / شفقة ) و ليس حقا او اقرار باي حقوق دينية او تاريخية لليهود - الصهيونية في ارض فلسطين التاريخية كما لا يحدد الوعد المساحة الجغرافية او حدود الوطن المزمع انشاؤه او حدود فلسطين التي ستتضمن اقامة وطن لليهود فيها حيث كانت فلسطين في ذاك الوقت عبارة عن امارتي ( شرق الاردن و فلسطين ( شرق النهر و غرب النهر ) ، كما لا يحدد الوعد هوية او جنسية او وصف الاعراق و الطوائف الاخرى في فلسطين مع ضمانه حقوقها المدنية و الدينية و من هنا تنطلق رواية اليمين المتطرف في دولة الاحتلال بان الاردن هو الوطن البديل للفلسطينين و هذه القاعدة التي يبني نتنياهو سياسته عليها و قد صرح في ذلك في احدى المقابلات الصحفية معه بداية انخراطه في العمل السياسي العام ١٩٩٦. 

ان اعتراف بريطانيا الان بالدولة الفلسطينية يمكن ان يفسر كل المضامين المبهمة في صيغة هذا الوعد كما انه لا يوجد ملحق بهذا الوعد يتضمن تفسير تلك المضامين . 

اما عن قرار التقسيم و الذي قسم ارض فلسطين التاريخية الى دولتين ( دولة لليهود و اخرى للعرب ) ابقى على هوية العربي وجنسيته مبهمه و لم يحدد بصيغة واضحة ان العرب المقصود ذكرهم في هذا القرار هم الفلسطينيون و بهذا الاعتراف يمكن ايضا تفسير ذاك الوصف المبهم ان الفلسطينيون هم العرب المقصود ذكرهم في قرار التقسيم .

ان الاعتراف البريطاني في دولة فلسطين هو اعم اعتراف يمكن ان يحصل عليه الفلسطينيون لما لبريطانيا من دور في مأساة الفلسطينيون ..

و رغم المأساة و ملحقاتها و الضرر الذي وقع على الشعب الفلسطيني و لا زال مستمرا جراء تلك السياسات الاستعمارية الا الا ان المجتمع البريطاني و قواه السياسية قررت الانحياز الى الحق الفلسطيني و تصحيح موقفها من التاريخ و الوقوف الى الجانب الصحيح منه و عليه نحيي كافة الاحزاب و القوى البريطانية التي عملت على بلورة مناخ سياسي يفضي الى اعتزام بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية . 

شكرا ... حزب العمال البريطاني .

شكرا .. لكل الاحزاب و القوى الصديقة .

شكرا ... ستارمر الذي انحاز لصوت الحق الفلسطيني و لبى تطلعات الجماهير و القوى و الاحزاب البريطانية .

شكرا له على مكالمته الهاتفية مع السيد الرئيس محمود عباس