حق العلاج ليس امتيازًا.. أمان يطالب بالعدالة في إجلاء المرضى من غزة

حق العلاج ليس امتيازًا.. أمان يطالب بالعدالة في إجلاء المرضى من غزة
غزة- راديو كل ناس
في ظل الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها قطاع غزة والانهيار شبه الكامل في النظام الصحي، وجّه “الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان” رسالة رسمية إلى منظمة الصحة العالمية، طالب فيها بتوضيح الآليات والمعايير المعتمدة في تنسيق عمليات الإجلاء الطبي من القطاع، مشددًا على ضرورة تعزيز الشفافية وضمان المساءلة في هذا الملف الحساس.
وجاءت الرسالة على خلفية تقارير ميدانية وشهادات متعددة تشير إلى وجود تجاوزات في اختيار أسماء المرضى المحولين لتلقي العلاج خارج غزة، وهو ما يثير الشكوك حول غياب المعلومات الدقيقة بشأن دور منظمة الصحة العالمية والمعايير التي تستند إليها في ترتيب الأولويات الطبية.
وفي حديث خاص عبر “راديو كل الناس”، أوضحت مروة أبو عودة، منسقة المناصرة والمساءلة المجتمعية في ائتلاف أمان، أن الرسالة جاءت استجابة لتساؤلات متزايدة من المواطنين وذوي المرضى، في ظل ما تم رصده من شكاوى تتعلق بتمييز أو استثناءات غير مبررة، وغياب آليات واضحة وفعالة للرقابة أو تقديم الشكاوى.
أبرز مطالب ائتلاف أمان:
• توضيح دور منظمة الصحة العالمية في تنسيق عمليات الإجلاء الطبي، وتحديد مجالات مسؤوليتها المباشرة.
• نشر المعايير والإجراءات اليومية المعتمدة في اختيار المرضى بشفافية تامة ومتاحة للجمهور.
• التحقيق في شبهات التلاعب أو الفساد التي تم الإبلاغ عنها، وضمان حيادية وعدالة الإجراءات.
• توفير نظام رقابي مستقل يتيح للمواطنين تقديم الشكاوى وتتبع حالاتهم بشكل شفاف.
• مساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن القيود المفروضة على خروج المرضى ومنع وصول العلاج، بالرغم من كونها عضوًا في منظمة الصحة العالمية.
دور الاحتلال في تعقيد الملف
أشارت أبو عودة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس تدخلًا ممنهجًا في هذا الملف، عبر تقييد أعداد المرضى المسموح بخروجهم، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الطبية الحيوية، واعتبرت ذلك جزءًا من سياسة عقابية ممنهجة تستهدف حرمان الفلسطينيين من حقهم في الحياة والعلاج.
وأضافت أن الاحتلال لا يقتصر في تأثيره على البنية الصحية داخل القطاع، بل يمتد أيضًا إلى التأثير على استقلالية القرار الإنساني للمنظمات الدولية، من خلال فرض شروط تعيق تنفيذ الإجلاء الطبي بشكل عادل ومنصف.
إشكالية الآليات الغامضة
لفت الائتلاف إلى وجود حالة من الغموض تحيط بآلية الإحالة الطبية، بدءًا من اختيار المرضى داخل وزارة الصحة في غزة، ووصولًا إلى اعتماد القوائم من قبل منظمة الصحة العالمية والتنسيق مع الجانب الإسرائيلي. وأشار إلى أن المنظمة لا توضح بشكل كافٍ مدى رقابتها على نزاهة هذه القوائم، ولا توفر معلومات شفافة حول آلية الطعن أو المراجعة.
ما الذي يتطلع إليه أمان؟
أكدت أبو عودة أن الائتلاف يسعى إلى بناء نظام إجلاء طبي أكثر عدالة وشفافية، موضحة أن منظمة الصحة العالمية مطالبة بالتجاوب مع مطالب المواطنين ومساءلتها من قبل المجتمع المدني.
وقالت:
“نأمل أن تتحمل منظمة الصحة العالمية مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، وأن تعمل على مستويين رئيسيين:
أولهما، الالتزام بقيم النزاهة ومعايير الشفافية والمساءلة في إدارة ملف الإجلاء الطبي،
وثانيهما، ممارسة دورها في مساءلة سلطات الاحتلال على القيود والانتهاكات التي ترتكب بحق المرضى، بوصفه طرفًا مباشرًا ومعرقلًا في هذا الملف الإنساني.”
اعداد: دنيا ابوعبيد