ترمب يعلن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء يوم الاثنين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد حرب استمرت لمدة 12 يوما بينالبلدين. وقال ترمب، في منشور على موقع "تروث سوشيال"، إن وقف إطلاقالنار سيدخل حيز التنفيذ بعد منتصف الليل بقليل على الساحل الشرقي للولاياتالمتحدة، ومن المقرر أن تنتهي الحرب رسميًا بعد 12 ساعة.
وكتب ترمب في المنشور: "هذه حرب كان منالممكن أن تستمر لسنوات، وأن تدمر الشرق الأوسط بأكمله، لكنها لم تفعل، ولن تفعلأبدًا!". ولم تؤكد إسرائيل ولا إيران على الفور إعلان ترمب عن موافقتهما علىوقف إطلاق النار.
وقال ترمب في بيانه: "خلال فترة وقفإطلاق النار من أي جانب، يتعهّد الطرف الآخر بالبقاء في حالة سلم واحترامكامل"، مضيفًا أن الاتفاق يجسّد قدرة الطرفين على "امتلاك الصبروالشجاعة والذكاء لإنهاء الحرب"، مؤكدًا أن ما كان يمكن أن يكون صراعًاطويلًا ومدمرًا للمنطقة "لم يحدث، ولن يحدث أبدًا".
وختم الرئيس الأميركي رسالته بعباراتاحتفالية قال فيها: "فليبارك الله إسرائيل، فليبارك الله إيران، فليبارك اللهالشرق الأوسط، فليبارك الله الولايات المتحدة، وليبارك الله العالم بأسره!".
ويخوض البلدان مناوشات غير مباشرة منذ هجمات7 تشرين الأول 2023 على إسرائيل من قِبل حركة حماس الفلسطينية المدعومة من طهران،وتبادلا إطلاق النار المباشر بشكل متقطع منذ عام 2024. ولكن بعد أن هاجمت إسرائيلإيران فجر يوم 13 حزيؤان الجاري، ، تبادل الخصمان اللدودان في الشرق الأوسط إطلاقوابل من الطائرات المسيرة والصواريخ ضد بعضهما البعض. وفي وقت سابق من يومالاثنين، شنت إسرائيل جولة أخرى من الغارات الجوية على إيران، مستهدفةً شمالالبلاد والمناطق المحيطة بالعاصمة طهران. وقبل ساعة من إعلان وقف إطلاق النار، كتبالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي على موقع Xأن "من يعرف الشعب الإيراني وتاريخه يعلم أن الأمة الإيرانية ليست أمةمستسلمة".
وصرح مسؤول كبير في البيت الأبيض في إحاطةصحفية، شريطة عدم الكشف عن هويته لمشاركة تفاصيل حساسة عن المفاوضات، بأن إسرائيلوافقت على وقف إطلاق النار - طالما لم تتعرض لمزيد من الهجمات من إيران - وكذلكإيران. وأضاف المسؤول أن ترمب تواصل مباشرةً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنياميننتنياهو، بينما تحدث نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو،والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف مع الإيرانيين عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة، وأنالقطريين لعبوا دورًا رئيسيًا في التوسط في الاتفاق. بالإضافة إلى ذلك، قالالمسؤول إن الضربة الأميركية على إيران يوم السبت جعلت الاتفاق "ممكنًاومقبولًا، وخاصة من قبل الإسرائيليين".
وسعت الولايات المتحدة في البداية إلى البقاءخارج الصراع، لكنها دخلت الحرب إلى جانب إسرائيل يوم السبت بقصف مواقع نوويةإيرانية رئيسية، بما في ذلك فوردو ونطنز. ردًا على ذلك، أبلغت إيران الولاياتالمتحدة مسبقًا بأنها ستضرب قاعدة جوية أميركية رئيسية في قطر، وهو ما فعلته يومالاثنين.
وشكّل إعلان ترمب الحماسي أحدث تحول مفاجئ منالرئيس تجاه إيران. فبعد أشهر من الإشارة إلى قرب التوصل إلى اتفاق بين الولاياتالمتحدة وطهران لكبح البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير، أعلن ترمب دعمه الكاملللعدوان الإسرائيلي في 13 حزيران، الذي أشعل فتيل الصراع الحالي. وبعد ثماني أيام ،اختار (الرئيس الأميركي) إشراك الولايات المتحدة بشكل مباشر، وأذن بقصف ثلاث منشآتنووية إيرانية يوم السبت.
وبعد رد إيران المُدبّر والمحدود نسبيًا يومالاثنين، عاد ترمب إلى تفضيل الدبلوماسية مرة أخرى. واستخدم نبرة تصالحية،مُصوِّرًا هجوم إيران ليس كتصعيد للصراع، بل كوسيلةٍ لإخراج البلاد من"نظامها" بالكامل.
وكان هذا رأيًا ردده نائب الرئيس جيه ديفانس، الذي وصف وقف إطلاق النار بأنه انتصارٌ لكلٍّ من إسرائيل وإيران. في مقابلةٍعلى قناة فوكس نيوز مساء الاثنين، اعتمد فانس وصف ترمب لـ"حرب الـ 12يومًا" للصراع الذي استمر قرابة الأسبوعين، ووصفه بأنه "لحظةٌ مهمةٌلإعادة ضبط المنطقة بأسرها".
من جهته ، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباسعراقتشي، فجر الثلاثاء، عن أنّ إيران لا تنوي استمرار الحرب إذا ما أوقفت "إسرائيل"هجومها غير القانوني على الشعب الإيراني قبل الساعة الرابعة فجراً (بتوقيت طهران).
وشدد عراقتشي خلال منشور في "إكس"للتواصل الاجتماعي على أن "إسرائيل" هي من بدأت الحرب على إيران وليسالعكس، نافياً وجود أي اتفاق حتى الآن بشأن وقف إطلاق النار أو تعليق العملياتالعسكرية، مؤكداً أنّ القرار النهائي سيُتخذ لاحقاً.