رأي حول السلام الفلسطيني المنشود

مايو 30, 2025 - 12:39
مايو 30, 2025 - 12:41
رأي حول السلام الفلسطيني المنشود

رأي حول السلام الفلسطيني المنشود

 سعدات عمر

لقد وجد العدل قوته الضرورية لتمكينه من البقاء وممارسة الإدعاء في الحياة وفي الجدارة وفي الوقت ذاته من المُحتَّم أن تجري عملية فتك بالجريمة الصهيونية المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني التي استطاعت الهمجية الأوروبية التي تغذَّت على دماء الشعوب بإسم الاستكشافات الجغرافية واستعمارها وحدها أن تُكسبها القدرة على ادعاء الحق في أرض فلسطين وممارسة الدفاع عن كيان غاصب قاتل. هذه هي أوراق الإعتماد التي نُقدمها إلى محكمة التاريخ ومن واجبنا أن نتلافى الوقوع في الخطأ الناجم عن وضع الفواصل الميكانيكية بين البدايات والنهايات ولكن بوسعنا أن نُسجل وبدون أناقة التردد. إن ما حدث ويحدث من ثبات في العزم وفهم للمستقبل كان أول نقطة إنعطاف موثرة في سير العمليات؟ حدوث مصير الصراع على أرض الواقع إلى مرحلة قادمة مرئية تنطوي على حد ما بين الإنسجام بين القدرة الفلسطينية وبين المعاني التاريخيةالتي يُمثلها صراعنا مع إسرائيل والصهيونية العالمية ولعل هذا الإنسجام الذي كنا وما زلنا نفتقده بمأساوية هو الذي يدفعنا إلى التمسك بمصداقية القول أننا نقف على مدخل نهاية حل قضيتنا الفلسطينية المشروطة؟ واقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة حتى حدود ما قبل الخامس من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وإيصال حكومة إسرائيل إلى بداية النهاية للإحتلال. لم نَعُد قادرين على امتصاص المزيد من الهزائم العربية وهي تُهيء إسرائيل لإنجاز المزيد من الانتصارات هذا هو كشف الحساب التاريخي الذي مكَّن القيادة الفلسطينية من ابتداع الفن الدبلوماسي لتحقيق نقطة الانعطاف المؤثرة في سير الصراع وتحقيق قبول فلسطين الدولة 194 في مجلس الأمن الدولي كان تفاؤلاً تاريخياً وأصبح تفاؤلاً تاريخياً وعملياً، ليس التفاؤل أن نُصدٍّقَ التاريخ ولكن التفاؤل أن نُصدٍّق قدرتنا على المشاركة في عملية سير التاريخ إلى أمام وستجري محاولات كثيرة إسرائيلية أمريكية عربية لفك ارتباطنا الفلسطيني بهذه القناعة وستجري محاولات لوضع الفوارق بين آلة الدمار الإسرائيلية وبين الدولة الإسرائيلية ذاتها وفيتوات أمريكا لدفع السلطة الفلسطينية إلى احراء تبديلات وتعديلات على أهدافها تنطبق على صياغة هذا الفارق المُصطنع ولكن صبر وثبات وتفاؤل شعبنا الفلسطيني سيتغلب حتماً لأنه ليس بوسع شعبنا الفلسطيني كما سلطتنا الفلسطينية أن يُضحي بهذه السهولة بمحتوى أهداف نضاله ومبادئه وشعاراته وصموده وليس بوسعه أن ينسجم مع نغمة القول بسقوط العقائد تبريراً لعملية استبدال أصدقاء الجبهة النضالية...بالأعداء. ليست هذه الوقفة من الصمود آخر الوسائل لأننا نكتشف على الدوام أن توقف الصمود يُرادفه توقف عملية السلام وبقدر ما تنمو القدرة الفلسطينية على الوحدة الوطنية وحرب الحرية والتحرير والدولة والتَّغلُّب على مصاعب تشكيل حكومة وحدة وطنية قوية تزداد إمكانية نمو السلام. ليست تلك مفارقة لأنه ليس بوسع أي إرهاب اسرائيلي أمريكي عربي أن يفرض السلام على شعبنا الفلسطيني بصيغة استسلام تحت الحصار ومن هنا يجب أن تكون الردود الفلسطينية المناسبة؟ على استمرارية العدوان الإسرائيلي المُحتل هي المُتتالية التي توصل إلى سلام العدل والحق لأن كل الحروب العربية الإسرائيلية أثبتت صعوبة الحسم بسبب تشابك الأبعاد الدولية للصراع العربي الإسرائيلي ولكن الأهم من ذلك أنها أثبتت عملية إنتصار السلام كما أراده العرب عن طريق اللاحرب السلام مُقابل السلام للتطبيع.