رغم عجز الميزانية: كاليفورنيا تستثمر 85 مليون دولار في الذكاء الاصطناعي

في خطوة جريئة تعكس التزامها المستمر بالتقدّم التكنولوجي، أعلنت ولاية كاليفورنيا، بقيادة الحاكم غافين نيوسوم، عن خطط لاستثمار 85 مليون دولار في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحديث البنية التحتية الرقمية، وذلك رغم مواجهة الولاية لعجز في الميزانية يُقدّر بـ12 مليار دولار.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه الولاية تحديات اقتصادية نتيجة لتقلّبات السوق وتأثير السياسات التجارية الفيدرالية.
وأشار نيوسوم إلى أن العجز الحالي يعود جزئيًّا إلى ما وصفه بـ"ركود ترامب"، في إشارة إلى السياسات التجارية المتقلّبة والرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة السابقة، والتي أثّرت سلبًا على سوق التكنولوجيا في كاليفورنيا، نظرًا لاعتماد الولاية الكبير على ضرائب أرباح رأس المال.
ورغم هذه التحديات، أكّد نيوسوم على أهمية الاستمرار في دعم قطاع التكنولوجيا، معتبرًا إياه محركًا رئيسيًّا للنمو الاقتصادي والابتكار في الولاية.
وتتضمن الخطة الاستثمارية تخصيص 85 مليون دولار لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات الحكومية، بالإضافة إلى الحفاظ على التزام بقيمة 25 مليون دولار لإنشاء مركز تصميم رقائق إلكترونية.
ورغم تقليص الدعم لبعض المبادرات، مثل تمويل غرف الأخبار المحلية التي كانت مدعومة سابقًا من غوغل، إلا أن الولاية تسعى للحفاظ على شراكاتها مع شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وأوبن إيه آي وأنثروبيك.
وقد أثارت بعض هذه القرارات انتقادات من قادة القطاع التكنولوجي، خاصةً فيما يتعلق بتقليص التمويل للجامعات العامة، مما قد يؤثّر على تدفّق المواهب والابتكار في المستقبل.
كما أعرب البعض عن قلقهم من تقليص الدعم لوسائل الإعلام المحلية في وقت تواجه فيه تحديات كبيرة.
مع ذلك، يُظهر التزام نيوسوم بالتكنولوجيا رغبة الولاية في الحفاظ على مكانتها كمركز عالمي للابتكار، حتى في ظل التحديات المالية.
ويُعدّ هذا التوجّه رسالة واضحة بأن كاليفورنيا تُراهن على المستقبل الرقمي وتسعى لتحديث خدماتها الحكومية من خلال تبنّي أحدث التقنيات والشراكات الاستراتيجية.