المسؤولية الفردية والقيادة المسؤولة (الناضجة) ... دروس من سورة ياسين الجزء الثاني

المسؤولية الفردية والقيادة المسؤولة (الناضجة)
دروس من سورة ياسين الجزء الثاني
محمد قاروط ابو رحمه
في الجزء الأول اجتهدنا باستخراج اثني عشر درسا من سورة ياسين من الآية 13 إلى 20، وفي هذا الجزء نستكمل الدروس من الآية 20 إلى الآية 27 وهو درس واحد متعدد الجوانب.
فيما يلي ألاثني عشر درسا التي ذكرناها في الجزء الأول.
الدرس الأول تعلم الحكمة من المثل والعلم بالفهم.
الدرس الثاني استمرار التعلم.
الدرس الثالث القدرة على استخلاص العبر من تجارب الآخرين.
الدرس الرابع القدرة على الخطابة (التكلم مع جمهور).
الدرس الخامس العمل الجماعي والقيادة الجماعية.
الدرس السادس الاحتياط بالموارد البشرية.
الدرس السابع المثابرة حتى انجاز المهمة.
درس الثامن وحدة الرسالة ووضوح المهمة.
الدرس التاسع حدود المهمة.
الدرس العاشر معرفة خصائص الفئة المستهدفة.
الدرس الحادي عشر القدرة على تحمل الأذى.
الدرس الثاني عشر عدم ارتكاب أخطاء نتيجة فشل المهمة.
نكمل في هذا الجزء، الدرس الثالث عشر
تقبل (المبادرة) المساعدة من الآخرين لانجاز المهمة:
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ((27)
في هذه الآيات توضيح بليغ عن الشعور بالمسؤولية لدى أفراد من المجتمع، وهم يقومون بدورهم في مساعدة من كلف بالمهام والواجبات طواعية.
هذه الفئة من المجتمع التي تقوم طواعية بمساعدة المكلفين بالواجبات، يجب أن تشجع ويفتح لها المجال لتقديم الجهد لإنجاح مهمة المكلفين بالواجبات.
وهذه الفئة المتطوعة يكون لديها تفاصيل حال مجتمعها المحلي، وتكون قادرة على تقديم الحجج والبراهين التي تساعد على إنجاح مهمة المكلفين بالمهمة.
وهذه الفئة المتطوعة يكون لديها الاستعداد المعنوي اللازم لدفع ثمن المبادرة في إنجاح مهمة المكلفين بالمهمة.
المجتمع فيه دائما المبادر والطليعي والمثقف وعلى القيادة والمكلفين بالواجبات مسؤولية السماح لهم بالقيام بالأدوار التي تناسبهم وتناسب إمكانياتهم في تحقيق الأهداف المرسومة.
لم يعترض أي من المرسلين على مساهمة الرجل الذي جاء من أقصى المدينة مسرعا متحملا المشقة ليقوم بالدور الذي ارتضاه لنفسه، ( لاحظ من أقصى المدينة وليس من القرية، وهذا فيه استرسال للمشقة والشعور بالمسؤولية).
الله سبحانه وتعالى يريد في نهاية هذه الآيات أن يقول لنا إن جزاء من بادر الجنة.
يريد حثنا على القيام بمسؤولياتنا حتى لو لم نكلف بها.
يريد ان يتعلم القادة كيف يستثمروا كل مبادرة ويكافئوا صاحبها.
لم تكن النملة مكلفة بالحراسة في واد النمل ولكن إحساسها بالمسؤولية هو الذي جعلها تقول في سورة النمل (حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) ) فسيدنا سليمان كافئها ( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا)
هذا ما اجتهدت به فان أصبت فذلك توفيق من الله وان أخطأت علي خطئي