مقتلة اصدار الاحكام

محمد قاروط ابو رحمه
1- أهمية مخالطة أصحاب الرأي والفكر على الوعي:
كان ابن صاعد كبير القدر في المُحَدِّثين، لكنه لما قَلّت مخالطته للفقهاء كان لا يفهم جواب فتوى..
قال أبو بكر الأبهري الفقيه: كنت عند يحيى بن محمد بن صاعد فجاءته امرأة، فقالت:
أيها الشيخ، ما تقول في بئر سقطت فيه دجاجة فماتت، فهل الماء طاهر أو نجس؟
فقال يحيى: وَيْحَكِ، كيف سقطت الدجاجة إلى البئر؟
قالت: لم تكن البئر مغطاة. فقال يحيى:
ألا غَطَّيْتِها حتى لا يقع فيها شيء؟!
قال الأبهري: فقلت: يا هذه، إن كان الماء تَغَيَّرَ فهو نجس، وإلا فهو طاهر.
لا تستسهل اطلاق الاحكام
من مقال حافظ مش فاهم، احمد السيد حمدون، جريدة الفتح.
2- خالطوا أصحاب الرأي والفكر والتجربة:
ما بعد الذكرى ٦٠ للانطلاق خالط الجيل المؤسس والأجيال اللاحقة حتى لا تقرأ عنها من حواسيب اللوحات الصماء او من الورق.
لا تستسهل اطلاق الاحكام، فأن الخبرة من الخبير خير من قنطار ورق.
3- بين ما كان يجب أن يحدث، وبين ما حدث فعلا تقع معظم التحليلات.
من السهل إصدار احكام على ما قد حدث.
ما يجب أن يحدث هو الاصعب، وليس ما نحن فيه.
ما نحن فيه نعلمه.
لكن الانتقال من ما نحن فيه إلى النقطة التي نريد الوصول اليها هو الأصعب
الأصعب لأننا لا يمكننا الانتقال من ما نحن فيه إلى النقطة التي نريدها بالطائرة، او ركاب في قطار او باص. الانتقال يتم بجهدنا جميعا؛ وكل حسب طاقته.
لا أحد سينقلنا هناك؛ فقط جهدنا يفعل ذلك.
لا تستعجل اطلاق الاحكام، تعلم كيف تجاوز الشعب الفلسطيني كل مراحل فنائه؟، وكيف انبعث وحقق ذاته وانجازاته؟
تعلم واستمر بالتعلم، أن اطلاق الاحكام مقتلة، فلا تستعجل في الحكم على الاحداث والناس.