اعتذار الرئيس الأميركي

حمادة فراعنة
رسالة الرئيس الأميركي ترامب عبر موقع البيت الأبيض الإلكتروني، للشعب الأردني، بمثابة اعتذار علني لجلالة الملك، للأردنيين، وللدولة الاردنية، كبلد صديق، يرتبط مع الولايات المتحدة، باتفاقات ومصالح وتفاهمات.
الرئيس الأميركي قدم الاعتذار عن ما فعله، قبل انعقاد اجتماع القمة، واللقاء مع جلالة الملك يوم 11-2-2025، حيث خرق البروتوكول المُعد، والبرنامج المتفق عليه، بدفع الصحفيين لدخول المكتب الرئاسي لدى مقر البيت الأبيض، بدون إعلام الوفد الأردني، وعدم التنسيق معه.
الرئيس ترامب يعرف مسبقاً أن ضيفه لديه مواقف معلنة حول العناوين المرتبطة بالقضية الفلسطينية، ونتائج الإجرام الذي قارفته المستعمرة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويعرف مسبقاً أن الأردن خالفه الرأي والموقف تجاه مدينة القدس العربية الفلسطينية، ورفض عمان خلال ولايته الرئاسية الاولى، بين عامي 2017 و2020، اعترافه يوم 6 كانون أول يناير 2017، بأن القدس هي العاصمة الموحدة للمستعمرة الإسرائيلية، وكذلك رفض الأردن لخطته التي أطلق عليها "صفقة القرن" التي اعلنها يوم 28 كانون الثاني يناير عام 2020، هو يعرف هذه المواقف سلفاً للأردن.
كما أن جلالة الملك يعرف مسبقاً مواقف الرئيس الأميركي وتصريحاته، والحقيقة أن طرفي القمة واللقاء كل منهما يعرف مواقف الآخر.
ولكن بيانه الصحفي، الذي ألقاه أمام الصحفيين قبل عقد جلسة القمة الثنائية، وأعلن مواقفه الاستفزازية غير المقبولة، المرفوضة أردنياً نحو : 1- تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، 2- ضم الضفة الفلسطينية لخارطة المستعمرة الإسرائيلية، كان بمثابة محاولة الإحراج والابتزاز غير اللائقين.
جلالة الملك تصرف بحنكة وسعة أفق وشجاعة، فأعلن موقفه أن ما هو مطروح يجب أن يتجاوب مع كافة الأطراف وخاصة موقف الشعب الأردني ومصالحه الوطنية، وأن ما سوف يتم في معالجة الأوضاع المأساوية لأهالي وسكان ومؤسسات ومنشآت قطاع غزة، سيتم عبر خطة عربية يتم إعدادها من قبل مصر.
في المفاوضات، عرض كل طرف مواقفه أمام الطرف الآخر بدون أي إتفاق على العرض، فكل منهما يعرف مواقف الطرف الآخر مسبقاً.
تصريحات الرئيس ترامب كانت واضحة معلنة قبل القمة، ومواقف الأردن المدعومة شعبياً والمعبر عنها رسمياً، كانت معلنة وتتفق مع المصالح الوطنية الفلسطينية، وداعمة لها، كما تتفق مع مواقف البلدان العربية التي اجتمع وزراء خارجيتها في القاهرة يوم السبت 1-2-2025، بحضور وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والإمارات والأردن مع فلسطين، وأمين عام الجامعة العربية، وكذلك الموقف الأوروبي المعلن من قبل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وجميعها ترفض اقتراحات الرئيس الأميركي وتوجهاته ضد فلسطين.
اعتذار الرئيس ترامب تم بضغط من قبل مؤسسات الدولة العميقة صاحبة القرار مع لجان الكونغرس، بما يعكس مكانة الأردن واحترامه من قبل مختلف المؤسسات الأميركية التي فرضت على مؤسسة الرئاسة هذا الاعتذار العلني من جانب الرئيس الأميركي