ترمب يشتري غزة.. مرتك حلوة يا جحا وبتلبق لي

فبراير 12, 2025 - 09:43
ترمب يشتري غزة.. مرتك حلوة يا جحا وبتلبق لي

طوّر ترمب من مشروعه للاستيلاء على غزة، إلى شرائها فارغة من شعبها بعد أن طرح فكرة تأجيل الموضوع، لأنه ليس على عجلة من أمره، فهو بالكاد قد وصل الحكم، وأمامه أربع سنوات طوال، أو هو من يعتقد أنها كذلك، يكون قد ناهز الخامسة والثمانين من العمر، وهو بالنسبة حتى للأمريكيين أرذل العمر، فلقد عايشوا جو بايدن الذي أصبح ينسى ويخلط ويخس ويتصابى ويركض ويلحس الآيس كريم، وأخيراً تآمر عليه أقرب مقربيه في الحزب وأجبروه على عدم الترشح، وقام الشعب بمعاقبة نائبته بعدم التصويت لها نكاية بالخرف بايدن الذي دعم وشارك في حرب الإبادة على غزة. بالمناسبة، فإن بايدن فكر بدوره وسبق ترمب في فكرة تهجير غزة يوم بنى الميناء العائم بينها وبين قبرص. لقد كلف هذا الميناء أكثر من ثلاثمائة مليون دولار، ابتلعها بحر غزة. 

بكم ستشتري قطاع غزة يا عم ترمب ؟  بالمتر أم بالكيلومتر ؟ أم بالمدينة والقرية والمخيم؟ وهل كل المدن سواء؟ هل مدينة غزة كخانيونس؟ أم كرفح التي تجمع آسيا مع أفريقيا؟ وهل مخيم جباليا كمخيم الشاطئ المحاذي للبحر أو خانيونس الذي شهد ملحمة السنوار ومنزله؟ 

 وهل ستشتريها من مالك الخاص (حر مالك)، أم من أموال الدولة، ونحن نعرف أم مالك الخاص لا يكفي لشراء شارع في غزة أو غير غزة على اعتبار أنك تملك نحو ثلاث مليارات دولار، فهل وافقتك حكومتك على المشروع ؟ لكن حتى وإن وافقتك لأسباب سياسية وعقائدية لا اقتصادية، تتعلق بالصهيونية واليهودية، أفلا تظن أن المسألة تتطلب بائعاً، فمن هو هذا البائع الذي يملك كل غزة بمدنها وقراها ومخيماتها وبياراتها ومزارعها وبحرها وحقول غازها وسمائها وأرضها وما تحت أرضها ؟ إلا إذا قلت لنا ما قاله أحدهم لجحا: مرتك حلوة يا جحا وتلبق لي، أو أنه نتنياهو. 

نتنياهو هذا مطلوب للعالم بارتكاب جرائم حرب، ومطلوب لدولته بجرائم فساد ورشوة وسوء الأمانة، يريد أن يقضي على حماس، وقد أخذ كما تعرف وقته الواسع المريح (15 شهراً) دون أن ينجح في ذلك، واليوم لا يمانع إقامة دولة فلسطينية، (لا بأس أن تكون فتحستان أو حماسستان ، ولكن على أرض السعودية).

هل تعرف من نحن؟ نحن شعب فلسطين، نعلن أن غزة التي أدخلت الصراع مع الاحتلال منعطفاً تاريخياً جديداً، ليست للبيع ولا للمبادلة، يرحل عنها من يرحل، لكنها باقية ما بقي التين والزيتون والزعتر، هي وطننا ونحن شعبها، لا سكانها يا أنكل. والأهم من كل هذا أنه لم يتبق لنتنياهو في الحكم سوى سنة واحدة، وأنت أربع سنوات، ونحن العمر كله.