معضلة التنبؤ والاسترجاع والتقييم

معضلة التنبؤ والاسترجاع والتقييم
محمد قاروط ابو رحمه
يقيم الماضي بأدوات الماضي وبيئته وليس بأدوات الحاضر وبيئته.
الذين يقيمون الماضي بأدوات الحاضر يقعون في معضلة الاسترجاع.
معضلة الاسترجاع هي في صلب معضلة التنبؤ.
الاسترجاع هو محاولة لإثبات صحة أن لو فعلنا كذا لأصبحت الأمور كذا.
لا يمكن إثبات صحة التنبؤ بالاسترجاع.
مثلا: لو قدم لنا متنبئ قبل شهرين من معركة الكرامة ؛ شرحا عن المعركة ونتائجها لاتهمناه بالجنون. الدروس هنا:
قيم الماضي بأدواته.
لا تسترجع
قلل النتبؤ
حدد الاتجاه
اعمل بقوة
والأهم: كن مستعدا لصيد اللامتوقع، وكن مستعدا لتجنب شر اللامتوقع، فإن في اللامتوقع خير تعميم، أو شر مستطير. تجربة الشعب الفلسطيني غنية جدا بصيد اللامتوقع.
وفي تجربتها أيضا كثير مما تجنبناه من اللامتوقع السيء.
التنبؤ بالمستقبل المبني على التقدير وليس على الفطرة يقلل من احتمال وقوع الأحداث غير المتوقعة، الأحداث غير المتوقعة ليست قدرا، إنها تحدث لأننا لم نأخذها بالاعتبار، علينا دائما سد الفجوة بين التنبؤ المبني على الفطرة والتنبؤ المبني على التقدير. سد الفجوة هو الانتقال من الاجتهاد الفردي إلى اجتهاد فريق متنوع الكفاءات، متعدد الخبرات يجمع بين الكفاءة العلمية النظرية والكفاءة المعرفية الناتجة عن الخبرة العملية، أحد ميزات العمل بفريق للتنبؤ بالمستقبل المبني على التقدير أن كل الفريق يعمل كمجسات تتحسس لإمكانية حدوث الأمور غير المتوقعة قبل وقوعها فتقرر مواجهتها أو تجاوزها أو التقليل من أضرارها.