غزة .. بكاء الأطفال والنساء الثكالى وقهر الرجال

أكتوبر 26, 2024 - 10:11
غزة .. بكاء الأطفال والنساء الثكالى وقهر الرجال

بهاء رحال

بكاء الأطفال جراء العذاب الذي يعيشونه، ونواح النساء الثكالى، وقهر الرجال من واقع الحال، والنزوح غير الآمن تحت القصف الشديد، والقتل المنظم في شمال القطاع الذي يتعرض لموجة مسعورة، هدفها دفع الناس للنزوح غصبًا، بعد أن صمدوا في محاولة البقاء كل هذا الوقت، وفي ظل غياب الصورة وغياب المؤسسات الدولية تستعر الهجمة على الناس وتشتد وتتسع رقعة المعاناة من كل الجهات، تحت وقع الحصار والجوع والعطش، وزج الآلاف داخل معتقلات مجهولة، وشاهدنا كيف يتم جمعهم في حافلات عسكرية تتجه إلى أماكن مجهولة.إن ما يحدث هذه الأيام من جرائم هدفها تفريغ الشمال من سكانه، ضمن خطط الجنرالات وخطط المستوطنين، الذين يتوعدون ببناء المستوطنات في شمال غزة بعد أن يتم إفراغه من سكانه.

 الجديد هنا ما تم تداوله من خرائط قضم وضم للقطاع، تلك الخرائط التي لا تبقي من مساحة القطاع إلا بعض الكنتونات الصغيرة، أما غالبية مساحة القطاع المعروفة فقد قضمت لصالح مناطق ما تسمى بالعازلة، وأخرى استيطانية وثالثة لبناء معسكرات للجيش ورابعة زراعية، وأخرى لبناء منتجعات للمستوطنين.

الخرائط التي يفصح عنها الاحتلال، تعبر عن نوايا وخطط الاحتلال القديمة الجديدة، وهي حلم يطاردونه منذ زمن، بتهجير الفلسطينيين من غزة والاستيلاء على أراضيهم، والاستيطان في كل غزة، بشماله وجنوبه وشاطئه على البحر المتوسط، وأمام صمت العالم وضعف مواقفه فإن الاحتلال يعتقد أن الفرصة مواتية لتحقيق تلك الخطط، حيث أن الفلسطيني وحده في ميدان المواجهة بلا دعم وبلا إسناد وبلا طعام ولا شراب. واقع صعب وإبادة لا تتوقف، والناس في غزة يعيشون ظروف حياة يصعب وصفها من قسوتها، فالموت يتهددهم من البر والجو والبحر، والقوى الدولية والإقليمية عاجزة عن رفع الظلم ووقف الإبادة، أما المواقف العربية فهي من ضعف إلى ضعف في تراجع غير مبرر.خطة الجنرالات تعبير فاضح وواضح على أن خطط التهجير لا تزال قائمة ولا تزال عمليات الاحتلال تهدف إلى تهجير الناس وإفراغ القطاع من سكانه، تحت ضغط عمليات الاحتلال المباشرة، ووسط حصار لا يتوقف ومنع دخول الغذاء والدواء، واستمرار الإبادة الجماعية.