" معرة " محاولة حصر الصراع بشخص نتنياهو !

يونيو 10, 2024 - 11:52
" معرة " محاولة حصر الصراع بشخص نتنياهو !

عطية الجبارين

الصراع العسكري على أرض فلسطين مع الاحتلال وُجدَ قبل إقامة هذا الكيان الغاصب في منتصف القرن الماضي . وصفة هذا الصراع أنه محتل لأرضنا وإن كان اساس هذا الصراع الناحية الدينية والعقدية.
وقد أدى هذا الصراع الطويل لإحتلال كل أرض فلسطين التاريخية وتهجير جل أهلها ، واستمر مسلسل القتل حتى ساعتنا هذه ، إذ دائرة هذا الصراع لم تتوقف أبدا منذ أن بدأ .
وعلى مر تاريخ هذا الصراع كان يُنظر للمحتل نظرة واحدة وهي أنه دولة احتلال وكيان غاصب بغض النظر عن التفاوت في الأسلوب بين قادة هذا الاحتلال بين فترة وأخرى. فكل المذابح والاجتياحات والاستيطان والتهجير والقتل مارسته كل حكومات دولة الاحتلال المتعاقبة ممن وُصفت بحكومة يمينية أو يسارية ، متطرفة أو معتدلة فكلها كان لها دورا كبيرا فيما حل على أهل فلسطين من نكبات . لكن لمسنا في الفترات القريبة أن هناك من يحاول إظهار أن إرتفاع وتيرة الصراع في هذه المرحلة راجعة لقادة الحكومة الإسرائيلية وحصره في شخص رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو " وتبرءة " دولة الاحتلال ككيان مما حل ويحل على أهل فلسطين.
إن فكرة الفصل بين دولة الاحتلال وقادتها السياسيين في الوصف والمواقف هي فكرة خبيثة وغير بريئة تهدف لإظهار أن لا مشكلة مع دولة الاحتلال وفي وجودها إنما المشكلة تكمن في قادتها الحاليين وهم سيتغيرون يوما ما وبذهاب هذه القيادة يُحّل الصراع في فلسطين.
إن فكرة شخصنة الصراع مع دولة الاحتلال وتحويله وحصره في أفراد هي " معرة " ليس بعدها " معرة" وخطيئة تحمل الخطر الكبير في معركة الصراع مع هذا المحتل. فصراعنا هو مع دولة الاحتلال بصفتها كيان مغتصب لأرضنا وسافك لدمائنا أيّا كان الحاكم فيها فلذلك كان الصواب ليس في شخصنة دائرة الصراع معه بل في إبقاء وإبراز الصورة الحقيقية وهي صراع مع كيان محتل ، ومن ثم العمل على إعادة القضية الفلسطينية لأصلها قضية أمة تتحمل الأمة بمجموعها مسؤولية تحريرها وإعادة ترابها المقدس لحضن الأمة الدافئ .