فلتظهر مروءة الجاهلية
موقف تتذكره الأجيال على مر التاريخ وستبقى تتذكره، نظراً لما يحمله من معاني ومواقف المروءة، ويعّبر عن الشعور والاحساس الحقيقي تجاه الآخرين، حتى لو كانوا ممن يحملون فكرا نقيضا لفكره.
هذا الموقف الذي يتذكره الجميع، في هذا الوقت الذي يرى العالم أجمع ما يحل بغزة وأهلها من مصائب وويلات، إنه الموقف الخالد لنفر من أهل قريش، وهم على شركهم عندما قادوا " ثورة " ضد قيام قريش بمقاطعة بني هاشم والرسول الكريم، تلك "الثورة" التي كانت تحت شعار كسر سياسة المقاطعة الظالمة، حيث أقبل زهير بن أبي أمية ومن آمن معه بفكرة إنهاء المقاطعة، على الناس في الكعبة، وقال مخاطبا اياهم: "يا أهل مكة أنأكل الطعام ونشرب الشراب ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى، لا يبايعون ولا يبتاع منهم، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.."، فحصل سجال بين من يريد أن تبقى سياسة المقاطعة، واصحاب فكرة إنهائها، حتى توج الأمر بشق صحيفة المقاطعة وإنهاء فصول ظلمها.
هذه " الثورة " الخالدة في التاريخ قد حققت مبتغاها، وتوجت بكسر سياسة المقاطعة التي انتهجتها قريش ضد المؤمنين والرسول وبني هاشم، لذلك ستبقى موقفا مشرفا لأصحاب فكرتها.
هذه الحادثة يستذكرها الجميع في ظل ما تعانيه غزة، من قتل وسحق وتجويع والعالم قاطبة في موقف المتفرج، ومنه أبناء جلدتنا في العالم العربي والإسلامي، فغزة تُقاطع من الجميع، وفوق القتل ينتشر الجوع والعطش والأمراض وقلة الأدوية وكل متطلبات الحياة.
فغزة مخذولة من الجميع، وهي تنتظر من ينقذها، فهل يخرج من أبناء الأمة من يحمل مروءة رجال قريش، الذين أنهوا مقاطعة الرسول وبني هاشم، فيتحركوا تحركا حقيقيا يُنهي مقاطعة غزة وأهلها؟!