علينا ان نشرح لميلوني !. سيدة ميلوني : الاعتراف بداية الحل .

علينا ان نشرح لميلوني !.
سيدة ميلوني :
الاعتراف بداية الحل .
حمزة خضر .
في تصريح لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية
ميلوني : "إذا تم الاعتراف على الورق بشيء غير موجود ( الدولة الفلسطينية ) فقد تبدو المشكلة وكأنها حُلّت وهي
لم تُحل".
الاعتراف بداية الحل :
ان الاعتراف الدولي بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران من العام ١٩٦٧ و عاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية و مبادرة السلام العربية هو مدخل رئيسي لحل الصراع الفلسطيني / العربي - الاسر×ائيلي الدائر في منطقة الشرق الاوسط منذ عقود حيث ان المجتمع الدولي كان مساهما بشكل كبير في خلقه و بلورة هويته و صناعة ادواته و السبب في ذلك هو محاولة المجتمع الدولي ايجاد حل للمسألة اليهودية حيث تولد عن هذا الحل مأساة الفلسطينين اي ان محاولة حل مشكلة تولد عنها مشكلة اخرى ( وعد بلفور و قرار التقسيم ) بمعنى اخر من اجل حل المسألة اليهودية اصبح هناك قضية فلسطينية ..
ان المجتمع الدولي ساهم بشكل فعال و كبير في خلق كيان خاص بالحركة الصهيونية على ارض فلسطين و بالتالي من اوجد هذا الكيان عليه ان يصحح خطيئته بايجاد كيان مماثل للفلسطينين على ارض فلسطين التاريخية و لهذا فان المجتمع الدولي مطالب اخلاقيا و سياسيا و انسانيا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية .
هل سينتهي الصراع بالاعتراف الدولي ؟ .
ان الاعتراف الدولي بدولة فلسطين لن ينهي الصراع و لكنه يرسم الاطار القانوني و السياسي له و يظهره بشكل اكثر واقعية للحل و يحدد الاهداف التي يجب ان تتحق للفلسطينين كثمرة نضالهم الطويل و يقدم للعالم و المجتمع الدولي صيغة ممكنه للحل ! اي اننا نحاول كفلسطينيون مساعدة المجتمع الدولي الذي ساهم في خلق مأساتنا على تصحيح خطيئته التاريخية بحقنا من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران من العام ١٩٦٧
و عاصمتها القدس الشرقية و الاجدر بنا بدلا من المطالبة بـ ٢٢٪ من ارض فلسطين التاريخية ان نطالب بتطبيق القرار الاممي رقم ١٨١ و المعروف بقرار التقسيم و الصادر عام ١٩٤٧ و الذي يعطي الفلسطينيون ٤٥ ٪ من مساحة فلسطين التاريخية و لكننا نذهب نحو خيارنا الاول لما له من واقعية
و قبول و امكانية للتنفيذ و التطبيق على ارض الواقع.
و ماذا بعد الاعتراف ؟ .
ان الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة عملية من الخطوات من اجل تثبيت حقنا في دولة على جزء من تراب فلسطين التاريخية و بما لا يتعارض و قرارات الشرعية الدولية و ينسجم و المبادرة العربية للسلام و ان الاعترافات الدولية يجب ان تقودنا نحو الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة .
لماذا العضوية الكاملة ؟ .
- تثبيت الحق في دولة ذات حدود واضحة .
- التحول في طبيعة الصراع من صراع قائم على اثبات الهوية ( شعب يرزح تحت الاحتلال ) الى صراع قائم بين دولتين / دولة تحتل دولة اخرى.
- اثبات الحق في دولة فلسطينية يعني تثبيت خيار حل الدولتين كخيار وحيد لحل الصراع في الشرق الاوسط .
- العضوية الكاملة تعني نزع الشرعية بشكل كامل عن اي وجود استيطاني او عسكري احتلالي ضمن حدود الاراضي المحتلة عام ٦٧ حيث يعتبر هذا الوجود وجودا استعماريا
و هذا ما يتعارض مع القانون الدولي الذي يجرم سيطرة اي دولة على اراضي الغير و من هنا يمكن تشبيه الوجود الاستيطاني ( الاستعماري ) على اراضي دولة فلسطين المحتلة بالوجود الاستيطاني الاستعماري الفرنسي على ارض الجزائر و الذي عرف بـ "حركة الاقدام السوداء" حيث بلغ عدد المستوطنين الفرنسيين قبل جلاء المستعمر قرابة ١,٥ مليون نسمة و كونوا مجتمعهم الخاص و برز منهم شخصيات عدة في مجالات مختلفة مثل الروائي الشهير البيرتو كامو .
ان هؤلاء المستوطنون تم اخلاء وجودهم من الاراضي الجزائرية ابان الثورة و التحرير و بصرف النظر عن حياتهم
و ممتلكاتهم و ما بنوه خلال سنوات الاستعمار الـ ١٣٢.
و في الحالة الفلسطينية يعتمد وجود الاستيطان ( الاستعمار ) من عدمه على كفاح شعبنا و استمراريته في النضال و يعتمد ايضا على ارادة المجتمع الدولي في اختصار الوقت و ملحقاته من الدم بين الطرفين من خلال العمل على تجسيد قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران من العام ١٩٦٧ و عاصمتها القدس الشرقية .
و لهذا فان الاعتراف بالدولة الفلسطينية لهو المدخل لحل الصراع القائم منذ عقود و ان الامتناع عن الاعتراف او ربطه بظروف او شروط معينة كما يفعل كل من ميلوني و ستارمرز ما هو الا محاولة للتهرب من الاستحقاق الاخلاقي و الانساني الذي يحتم على المجتمع الدولي انصاف الشعب الفلسطيني
و عدم التنكر لحقوقه او الوقوف على الحياد من مأساته او اتخاذه المواقف الضبابية كما تفعل المانيا و كأننا نحن الفلسطينيون من اخترع هتلر و النازية و احرق اليهود في معسكرات الاعتقال و علينا ان ندفع ثمن تلك الجريمة ..
و لكن الحقيقة ان لا علاقة لنا نحن الفلسطينيون بما فعلته المانيا النازية.