حضرت فلسطين رغم أنف ترامب
بهاء رحال

بهاء رحال
أيَظُنُ أن فلسطين تغيب لمجرد أنه اتخذ خطوة حمقاء، حين أقدم على منع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المرافق له، من الحصول على تأشيرة لدخول نيويورك والوصول إلى مبنى الأمم المتحدة؟ وفي المقابل سمح لمن هو مطلوب بتهمة جريمة حرب ومحاصرة شعب وتجويعه، لدى محكمة الجنايات الدولية، باعتلاء منبر الأمم المتحدة ليقول سرديته الكاذبة، في مفارقة غريبة ما كانت لتحدث لولا الانحياز الأمريكي ودعم ترامب الذي عمد إلى تلك المفارقة كخطوة في وجه العدالة الدولية والقانون الدولي، وكموقف منحاز بكل ما فيه من خصال الكراهية والعنصرية والتمييز؟
فلسطين الحاضرة بقوة الحق واعتراف الدول بها كدولة تحت الاحتلال، جاء خطابها بلسان الرئيس الفلسطيني عبر تقنية الفيديو، لأن أمريكا ترامب قررت ذلك، ولأن المؤسسة الدولية لا تزال رهينة لأمريكا وخاضعة لسطوتها، الأمر الذي حال دون وصول الرئيس أبو مازن إلى قاعة هيئة الأمم وإلقاء كلمة فلسطين كبقية دول العالم، برغم الاحتشاد الدولي والاصطفاف الأممّي خلف فلسطين، والاعترافات الأخيرة بالدولة الفلسطينية وما رافق مؤتمر نيويورك من دعم وتأييد كبير.
مفارقة عجيبة بين حضور مُتّهم بالإبادة والتجويع، ومنع رئيس لشعب يُباد، وهذا ما أراده ترامب، وهو بذلك يؤكد العداء لفلسطين شعبًا وقيادة وقضية، وليس مفهومًا لماذا يصرّ على إعلاء هذه الكراهية والعداء، فقد كان من المأمول أن تكون سياسة ترامب في دورته الثانية أقل انحيازًا للاحتلال، وأكثر قُربًا من العدالة والحقوق وفق الشرعية الدولية، إلا أنه لم يفعل، بل جاء أكثر انحيازًا من دورته الأولى، ونحن نراه بهذه الصورة والمواقف المعادية، غير المبررة.
حضرت فلسطين ولو عبر الفيديو، رغم أنف ترامب، وجاء صوتها عاليًا يصدح بالحق والحقيقة، وينتصر لكل المظلومين في الأرض، وداعيًا لوقف الإبادة في غزة ووقف العنصرية والاستيطان في الضفة، مطالبًا دول العالم بمزيد من الدعم والإسناد لرفع الظلم عن شعبنا، ليحيا بحرية وكرامة واستقلال.
رغم أنف ترامب فلسطين باقية، في البدء كانت فلسطين وستبقى حتى الأبد فلسطين.