التهجير الصامت للغزيين

أبو شريف رباح 

نوفمبر 17, 2025 - 21:49
التهجير الصامت للغزيين

التهجير الصامت للغزيين

أبو شريف رباح 
17\11\2025

بعد حرب الإبادة الجماعية وحرب التدمير والتجويع التي قصمت ظهر القطاع بدأ كيان الاحتلال الإسرائيلي وبدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ مخطط تهجير صامت يستهدف سكان القطاع المنهكين.

فبعد فشل مشروع "الميناء العائم" الذي أقامه الجيش الأمريكي بهدف تسهيل عملية ترحيل أهالي غزة تحت غطاء المساعدات الإنسانية فوجئ الفلسطينيون بظهور جمعية تعرف باسم "المجد أوروبا" وهي جمعية لتهريب البشر تعمل لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي وفق ما تشير إليه الوقائع والتقارير.

هذه الجمعية لعبت دورا خطيرا في تهريب آلاف الغزيين إلى عدة دول حول العالم عبر مطار رامون في عملية منظمة لا يمكن فصلها عن مخطط التهجير القسري الذي دعا اليه اليمين الإسرائيلي المتطرف، فقد وصلت قبل أيام دفعة تضم 350 فلسطينيا  من أهالي غزة إلى جنوب أفريقيا وقبلها في شهر أيار الماضي جرى تهجير 57 فلسطينيا إلى بودابست فيما تم نقل المئات إلى إندونيسيا وماليزيا.

ووفق المعلومات المتداولة فقد أجبر جميع الذين تم تهجيرهم عبر "المجد أوروبا" على التوقيع بعدم العودة إلى القطاع كما قام مكتب الجمعية داخل كيان الاحتلال بسحب أوراقهم الثبوتية ووثائقهم الفلسطينية مقابل السماح لهم بالمغادرة في انتهاك صريح لحق الإنسان في الهوية والانتماء والوطن.

وتبدو المساعي الإسرائيلية-الأمريكية متواصلة لدفع ما تسميه تل أبيب "الهجرة الطوعية" من قطاع غزة وهي تسمية تخفي خلفها مخطط استعماري واضح يستهدف إفراغ غزة من سكانها، ويرجح أن جمعية "مجد أوروبا" ليست سوى واجهة استخباراتية تستخدم لتنفيذ هذا المخطط حيث تشير التقارير إلى أن جهاز الموساد استغل الظروف المأساوية التي يعيشها أهالي غزة لتسويق هذا التهجير تحت ذرائع "إنسانية" أو "فرص عمل أفضل" بينما الحقيقة هي استكمال لعملية تطهير عرقي تمارس بصمت تحت أنظار العالم تشترك بها إسرائيل وأميركا ودولا أخرى.

ما يجري اليوم ليس مجرد هجرة أفراد يبحثون عن النجاة أو فرص العمل بل هو فصل جديد من فصول المخطط الاستعماري الهادف إلى إعادة تشكيل الواقع الديمغرافي والسياسي في غزة وفرض أمر واقع جديد يخدم أطماع الاحتلال ويقوض حق الفلسطينيين التاريخي في أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم.