الحركة الوطنية الفلسطينية والجماعات الأسلامية - ١٩١٧- ٢٠٢٤ ٠
اعداد حمزة خضر - مراجعة محمد قاروط ابورحمة٠
الحركة الوطنية الفلسطينية والجماعات الأسلامية - ١٩١٧- ٢٠٢٤ ٠
اعداد حمزة خضر - مراجعة محمد قاروط ابورحمة٠
( فلسطين من نفق الأقلية إلى فضاء،الأكثرية)٠
سليم النجار٠٠٠
هيمنت الدراسات الغربية المتخصّصة في شؤون القضية الفلسطينية على مجال الدراسات الفلسطينية منذ عقود من الزمن، ومازالت مع الأسف حتى يومنا هذا هي المرجعية الرئيسية عن فلسطين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والتاريخيية والأهم من كل ذلك الدينية٠
ولا يخفي على أيّ متابعٍ أنّ الدراسات الغربية اتجاه القضية الفلسطينية منصفةً أو محايدةً في اغلبها الأعمّ، بل هي دراساتٌ موجهة تهدف إلى زيادة هيمنة الأبيض من خلال صورة الرجل المتدين الذي يأخذ شكل الفلسطيني مجازاً، وهذا القول ليس تجني أو اللعب في الأوصاف والكلمات٠ بل هذا ما نشهده اليوم من خلال ممارسات ما تُسمى ( حماس) التي جاءت من رحم " الأخوان المسلمين"، وهذا ما أكد عليه الكاتب حمزة خضر من خلال الكتاب الذي اعده وحمل عنوانًا ( الحركة الوطنية الفلسطينية والجماعات الأسلامية في فلسطين ‐ ١٩١٧- ٢٠٢٤)، واتسم اعداده بالمعرفة ركيزته التاريخ، كاشفًا دور الغرب وهيمنته على الأنسان العربي والفلسطيني، وعمدت هذه الدراسات الغربية إلى تشويه التاريخ العربي الفلسطيني وذكر خضر في هذا السياق( " وعد نابليون" الوعد الأول لليهود لقيام دولة لهم في فلسطين ١٧٩٩)٠ وواصل خضر في حديثه عن الدور الغربي في احتلال فلسطين، بعيدًا عن التحيز الأيديولوجي، والمواقف المسبقة التي تأخذ دور " التهريج" كما فعل من تبنى الأسلام نهجًا كما ادعوا، وهذا ليس مستغربًا عليهم، خاصة إذا ذكرنا الحقيقة التالية عندما سقطت فلسطين على يد العصابات الصهيونية عام ١٩٤٨ ، أن " الأخوان المسلمين" في مصر ادعوا انهم قاموا تلك العصابات في فلسطين، على صعيد الشكل صحيح أما على على صعيد المضمون فكان خدمة للاستعمار البريطاني، فهذه المجموعات " الأخوانية" دخلت لفلسطين عبر الحواجز التي وضعها الجيش البريطاني قي سيناء، وكانت موافقة الأنجليز ليس اعتباطًا بل لتلميع صورتهم في المجتمع المصري٠ وأوضح خضر أن هذه الجماعات لا تعرف تاريخ الشعب الفلسطيني ولا شخصيته، وقد أوضح ذلك عندما ذكر أن هناك جمعيات تقاوم الأحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية قبل النكبة( الجمعيات الأسلامية المسيحية ص١٨)، وهي جمعية وطنية لا امتداد لها خارج الوطن الفلسطيني كما هو حال " الأخوان المسلمين"، الذين لهم امتداد خارجي كالأنجليز٠
وفي ذات الوقت كشف الباحث حمزة خضر أن " الأخوان المسلمين" حاربوا فكرة الوطن الفلسطيني والدولة الفلسطينية منذ بداية النكبة ومن ينسى دورهم في رفض أي دور لقيام حكومة عموم فلسطين وتحالفوا مع كل القوى الرجعية في عالمنا العربي لإلغاء الهوية الفلسطينية وقيام دولتهم وبين ذلك خضر( حكومة فلسطين تشكلت في غزة ٢٣ سبتمبر ١٩٤٨ برئاسة احمد حلمي عبد الباقي، تأكيداً على الحق الطبيعي في تقرير المصير ص٢١)٠
وما أشبه الأمس باليوم، نفس الموقف " حماس" ترفض اي اعتراف بدولة فلسطين وكل ما يتم ذكره من قِبل " قادتهم" ذر الرماد في العيون، واستمر رفضهم طوال الصراع مع " اسرائيل" وخير دليل على ذلك عند قيام م ت ف عام ١٩٦٤ ، وقال الكاتب حمزة خضر في هذا السياق( نعلن بعد الأتكال على الله باسم المؤتمر العربي الفلسطيني الأول المنعقد في مدينة القدس في ٢٨ أيار .١٩٦٤ - قيام م ت ف لقوى الشعب العربي الفلسطيني لخوض معركة التحرير- ص٢٨)٠
هذا السلوك " الأخواني" استمر ومازال، خاصةً بعد اتفاق اوسلوا ورفضوا كذبًا وزورًا اتفاقات ارسلوا وشاركوا في الأنتخابات الثانية التي أجرتها السلطة الوطنية الفلسطينية وفازت " حماس" فرع الأخوان في فلسطين، لينقلبوا بعد ذلك واحتلوا غزة وقاموا بأبشع الممارسات الإجرامية بقتل الفتحاويين وهدم الكنيسة، وزج العشرات من المناصلين في سجونهم، وهذا ليس بجديد عليهم فتاربخهم يعج بهذه الممارسات الأجرامية، منذ نشأتهم في مصر، حتى في السودان عندما أستلموا الحكم لفترة محدودة قاموا بتصيفة كل من عارضعهم والقائمة تطول، ولم يبالغ حمزة خضر عندما ذكر في سؤال رقم "٢٩" عندما سئل ( لماذا سعت حركة حماس إلى الانقلاب العسكري بدلا من العمل السياسي ص ١٩٣)٠
وهذا السلوك الأجرامي ل" حماس" هو امتداد طبيعي لتحالفتهم مع ايران الخميني التي هي امتداد طبيعي وشرعي ( لدولتهم التي قامت في القاهرة وسُميت بالفاطمية)، التي قامت تلك الدولة بهدم كنيسة القيامة في القدس، وحاربوا وقتلوا كل من اختلف معهم٠ هذا تاريخ الأخوان وإيران ليس استثنائية في هذا السلوك وتاريخهم يشي بذلك٠
هذا هو واقعنا الفلسطيني، ونحن في امس الحاجة للدراسات المتخصصة عن ( الأخوان المسلمين) بغض النظر عن تسمياتهم، كما فعل الباحث حمزة خضر في كتابه الهام " الحركة الفلسطينية والجماعات الأسلامية في فلسطين- ١٩١٧‐ ٢٠٢٤"٠



