دينار من كل أردني لغزة

حمادة فراعنة

نوفمبر 17, 2025 - 09:29
دينار من كل أردني لغزة

حمادة فراعنة

لا يوجد إنسان لديه الحد الأدنى من الإحساس الإنساني، والشعور القومي، والدوافع الواقعية الموضوعية، لا يتأثر بما جرى ويجري لشعب فلسطين في قطاع غزة.

أنهوا مأساة القتل والدمار والخراب، وفقدان الممتلكات، من بيوت واستقرار ووظائف وملابس، طوال عامي الحرب الهمجية المدمرة المتوحشة من قبل المستعمرة وقواتها وأجهزتها، من أكتوبر 2023 حتى أكتوبر 2025، وما أن استعادوا أنفاسهم وخرجوا من تحت الركام والجوع والعطش وفقدان الأحبة، ليعيش غالبيتهم في الخيم، لعلهم يتلقون الأمل والأيام المقبلة الأقل وجعاً وعذاباً.

خرجوا من المأساة والنكبة، وفقدان مقومات الحياة الطبيعية، ليواجهوا قسوة الطبيعة، وضررها، وفقدانها القدرة على التمييز بين من يحتاج ومن لا يحتاج.

أهل غزة هاشم، أهلنا، شعبنا، امتداد لقوميتنا، لإسلامنا، لمسيحيتنا، لإنسانيتنا، يحتاجون لنظرة تقدير، لوقفة عز، لقرار الإسناد.

لم يقصر الأردن الرسمي بالوقوف إلى جانب أهالي غزة، ولكن اليوم شعب فلسطين في غزة يحتاج لمن يستطيع تقديم الدعم والإسناد، من كافة الأردنيين، على رحابة الرجاء نحو تخفيف حالة الحرمان التي عانوا منها ولا زالوا.

يحتاجون للخيم، للملابس الشتوية، للحرامات، والاحساس ان الأشقاء يقفون إلى جانبهم، يتحسسون أوجاعهم وتلبية احتياجاتهم، ولذلك علينا أن نبحث ونفكر ونلبي الطلب، طلب هؤلاء المحتاجين، للكرم والاستجابة الأردنية.

 لهذا٫ على كل أردني وأردنية، على كل الأردنيين تقديم تبرع ولو دينار واحد، من كل منا، دينار واحد، كحد أدنى، ومن يستطيع أكثر لا بأس به وعليه، تقدم حصيلته لأهالي قطاع غزة عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية التي تملك الأدوات والاتصالات والثقة، يتم جمع هذه التبرعات، ولو دينار واحد من كل أردني، ليتم شراء ما يلزم من خيم وحرامات وملابس شتوية، وإدخالها إلى قطاع غزة.

على التلفزيون الأردني، وقنوات المملكة ورؤيا، ومحطات الإذاعة المختلفة، الإذاعة الأردنية، هوا عمان، ميلودي، وكل الإذاعات أن يتطوعوا بحملة واحدة من جانبهم، تحت شعار "دينار واحد من كل أردني إلى غزة"، والمؤكد أن ما نشاهده من معاناة ووجع ومأساة لأهالي قطاع غزة يشكل لدينا الحافز القوي كي نستجيب لهذا النداء، خاصة وأن حملات مماثلة سبق ونجحت بهذا الاتجاه وآخرها حملة "حي الطفيلة" في عمان، حيث كانوا من السباقين، كما أذكر حملة الدكتور عبدالله الخطيب لمركز الحسين للسرطان قبل سنين على شاشة التلفزيون الأردني أثمرت في حينها على جمع الملايين لصالح مستشفى السرطان.

مبادرة تنتظر من يتبناها، ويعمل على تنظيمها حتى تتحول إلى قضية واجب عامة، ونشاط أردني، وتجاوب من شعبنا كله الذي لم يبخل يوما عن الاستجابة لنداء الأشقاء، ننتظر من يفعل ذلك، حتى يتم التجاوب مع هذا الواجب نحو أهل غزة هاشم، الذين يستحقون منا ما يمكن أن نفعله ونقدمه بسخاء ورحابة صدر وبكل اندفاع بريء طيب كما نحن عليه.