الدبلوماسية الرياضية الفلسطينية تفتح آفاقًا جديدة في الرياض

## كتب حسام الغرباوي ##

نوفمبر 9, 2025 - 13:25
الدبلوماسية الرياضية الفلسطينية تفتح آفاقًا جديدة في الرياض

الدبلوماسية الرياضية الفلسطينية تفتح آفاقًا جديدة في الرياض

## كتب حسام الغرباوي ##

في خطوة تحمل أبعادًا رياضية ودبلوماسية عميقة، شارك الفريق جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في اجتماعي الجمعية العمومية لكل من الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي واتحاد اللجان الأولمبية العربية، اللذين عُقدا في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة ممثلي جميع الدول الأعضاء.

الملف الفلسطيني في صدارة المشهد الرياضي
شكّل الحضور الفلسطيني محورًا رئيسيًا في جدول أعمال الاجتماعين، حيث نوقش الملف الرياضي الفلسطيني بكل ما يحمله من تحديات جسيمة، ومعاناة متواصلة، وآمال متجددة، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر الذي دمّر البنية التحتية الرياضية في قطاع غزة.

في بادرة تعبّر عن تضامن عربي وإسلامي واسع، أدرجت الجمعيتان العموميتان الملف الرياضي الفلسطيني كبند رئيسي على جدول أعمالهما، في إشارة واضحة إلى الاعتراف الدولي بحجم المعاناة التي تكابدها الرياضة الفلسطينية جراء همجية الاحتلال الإسرائيلي.

رؤية متكاملة لإعادة الإعمار
خلال الجلسات، قدّم الفريق الرجوب رؤية متكاملة تتمحور حول إنشاء صندوق خاص لإعادة إعمار وتأهيل الرياضة الفلسطينية، بالشراكة مع اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، سيكون هذا الصندوق منصة عمل شاملة تُعنى بإعادة بناء ما دمّره الاحتلال، ودعم الكادر الرياضي والبشري، واستئناف الأنشطة الرياضية في القطاع المنكوب.

من تحت الركام.. الرياضة الفلسطينية تنهض
بعد الحرب على غزة وسحق البنية التحتية الرياضية، بدأت عجلة الدبلوماسية الرياضية الفلسطينية بالدوران كسلاح ناعم في مواجهة جرائم الاحتلال، وفضح ممارساته أمام العالم.

كانت تلك الدبلوماسية رسالة صريحة بأن الشعب الفلسطيني مصمم وعاقد العزم على مواصلة مسيرة البناء وصنع الإنجازات، وأن الرياضة الفلسطينية ستواصل طريقها من تحت الركام، متحدية كل محاولات الاحتلال للنيل من عزيمة الرياضيين وثنيهم عن التميز والإبداع، وإلى جانب هذه الخطوات الدبلوماسية بدأت على أرض قطاع غزة أيضاً عجلة الرياضة بالدوران عبر أنشطة بمبادرات رسمية تجسد الإرادة الرياضية الصلبة على تحقيق الانجاز.

خطوات عملية لمتابعة ودعم الرياضة الفلسطينية
وبعد نقاش موسّع بين الأعضاء، جرى الاتفاق على تشكيل فريق عمل متخصص يُعنى بفلسطين، تكون مهمته متابعة آليات الدعم، ووضع خطة تنفيذية لتفعيل الصندوق المقترح، والتنسيق مع الاتحادات واللجان الأولمبية والمنظمات الدولية ذات العلاقة.

ويُنتظر من هذا الفريق أن يكون نواة لتنسيق الجهود على المستويات كافة، بما يضمن تحريك عجلة إعادة الإعمار الرياضي، وتنظيم الدعم وفق خطة شاملة تضع أولوياتها في تأهيل المنشآت، وتطوير الكوادر، وضمان استدامة النشاط الرياضي.

صندوق دعم الرياضة الفلسطينية. نافذة أمل وبداية إعمار
يُعدّ الصندوق الذي طرحه الفريق الرجوب مبادرة استراتيجية رائدة، تهدف إلى إيجاد إطار دولي مستدام لدعم الرياضة الفلسطينية ماليًا ولوجستيًا، وبناء شراكات تجمع بين الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي والهيئات الرياضية العالمية والمنظمات التنموية والإنسانية.

ويُتوقع أن يكون الصندوق منصة عمل فاعلة تُعيد الحياة إلى الملاعب، وتُرمم ما تهدّم من صالات ومنشآت، وتعيد للرياضيين الفلسطينيين الأمل في مواصلة مشوارهم التنافسي والإنساني.

الرجوب.. صوت فلسطين في المحافل الدولية
لم تكن مشاركة الفريق جبريل الرجوب مجرد حضور بروتوكولي، بل كانت موقفًا سياسيًا وطنيًا بامتياز، فقد قدّم الرجوب خطابًا دبلوماسيًا رياضيًا مؤثرًا، أكد فيه أن الرياضة الفلسطينية ليست ترفًا، بل رافعة وطنية وإنسانية تعبّر عن كرامة الفلسطينيين وإصرارهم على الحياة رغم كل القيود.
ودعا الرجوب الدول العربية والإسلامية إلى تبنّي الرياضة كجسر للوحدة والدعم الإنساني، مؤكدًا أن إعادة بناء الرياضة الفلسطينية تمثل مسؤولية جماعية، ورسالة وفاء للرياضيين الذين ضحّوا بحياتهم في سبيل حلمهم ورايتهم الوطنية.

توثيق الجرائم ومقاومة السرديات الكاذبة
تُواصل الدبلوماسية الرياضية الفلسطينية عملها بلا كلل على صعيدي اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) والاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، من خلال وحدات متخصصة في توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، فالجريمة لم تتوقف عند تدمير البنية التحتية الرياضية في غزة فحسب، بل تمتد إلى استهداف متواصل للرياضيين والمنشآت الرياضية في الضفة الغربية والقدس أيضاً.

فالاحتلال يستهدف الرياضيين الفلسطينيين بالقتل والاعتقال، ويقوم بقصف وتدمير الملاعب والصالات الرياضية بشكل منهجي، حيث تواجه الحركة الرياضية الفلسطينية حملة ممنهجة لطمس الحقائق وتزويرها، لتشويه صورة الرياضة الفلسطينية ونكران وجودها.
ويتمثل الوجه الآخر لهذه الانتهاكات في تقييد حرية الحركة والتنقل للرياضيين الفلسطينيين، حيث يُحرمون من حقهم في المشاركة في البطولات الدولية والإقليمية، كما تُفرض قيود مشددة على دخول المعدات الرياضية والمساعدات الدولية.
كما تتواصل عمليات الاقتحام المتكررة للمؤسسات الرياضية الفلسطينية، وعلى رأسها مقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بالإضافة إلى الأندية والملاعب، في انتهاك صارخ للاستقلالية الرياضية والحصانة التي تتمتع بها الهيئات الرياضية دولياً وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية.

هذه الانتهاكات المنظمة تُوثقها اللجنة الأولمبية الفلسطينية يوماً بيوم، وتُقدمها للجهات الدولية المختصة، كشفاً لحقيقة الممارسات الإسرائيلية التي تهدف إلى إعاقة تطور الرياضة الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في ممارسة الرياضة كحق إنساني أساسي.
لقاءات ثنائية لتعزيز أفق التعاون الرياضي

على هامش الاجتماعات، عقد الفريق الرجوب سلسلة لقاءات ثنائية مع رؤساء وممثلي اللجان الأولمبية الوطنية والهيئات الرياضية الدولية، لبحث سبل دعم الرياضة الفلسطينية وتعزيز وضع الأسس العملية لتشكيل فريق عمل الصندوق.