إلى متى نظلّ ندفن رؤوسنا في الرمال ؟!

عطية الجبارين
تُسارع دولة الاحتلال وتُسابق الزمن من أجل إنهاء ملف الصراع على هذه الأرض لصالحها، ووفق رؤيتها، مستغلة في ذلك حالة الصمت المطبق من كافة الأطراف إزاء ما تقوم به من فظاعة ضد الناس والأرض وكل مظاهر الحياة.
تقوم النظرة لدولة الاحتلال تجاه أرض فلسطين (أرض الميعاد حسب تسميتهم) على أساس ديني توراتي يتمثل في حُرمة أن يسكن غيرهم على هذه الأرض، ولذلك تعمل حكومة دولة الاحتلال على تحقيق سيطرة مطلقة على هذه الأرض تتبعها بعملية ترحيل وتهجير ممنهجة ومتسارعة.
بعد أحداث السابع من أكتوبر وجدنا دولة الاحتلال تحث الخُطا وبشكل كبير لتحقيق أحلام "أرض ميعاد خالية من غير اليهود" في ظل صمت الأمة بأكملها، فقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال أصدر قراراً بمنع الفلسطينيين من البناء في مناطق "ب"، والسماح بهدم المنازل في تلك المنطقة وفي نفس الوقت إطلاق يد المستوطنين في إنشاء بؤر استيطانية جديدة، مع عمليات ترحيل جماعية لسكان الخِرَب (قرى صغيرة) الفلسطينيين، أضف لذلك مصادقة الكنيست على قرار رفض إقامة دولة فلسطينية.
في المقابل نجد أن كل الأطراف تقف أمام هذا المخطط الاحتلالي بدفن الرؤوس في الرمال كالنعامة الخائفة، دون أية منهجية توقف مخططات الاحتلال الجهنمية، ودون أية رؤية فاعلة لوقف ما تتعرض له فلسطين وأهلها.
لقد كانت الخطيئة الكبرى تحويل الصراع مع هذا الاحتلال من صراع أمة، إلى صراع خاص بأهل فلسطين فانفرد الاحتلال انفراداً كُليّاً بهم وسارت خطط السيطرة على الأرض بشكل سلس، في انتظار الظروف المناسبة لإكمال مخططه بتهجير وترحيل أهل فلسطين. إن مواجهة مخططات دولة الاحتلال تتمثل بشجاعة كافة الأطراف ورفع الرؤوس والإعلان عن إعادة القضية لأصلها قضية أمة تتحمل الأمة بمجموعها مسؤولية تحريرها. هذا أو نظل نبكي على لبن مسكوب، والمحتل يسير بمخططه دون توقف فننال خزي الدنيا والآخرة.
...........
لقد كانت الخطيئة الكبرى تحويل الصراع مع هذا الاحتلال من صراع أمة، إلى صراع خاص بأهل فلسطين فانفرد الاحتلال انفراداً كُليّاً بهم وسارت خطط السيطرة على الأرض بشكل سلس.