افتراءات أمام حشد من المفترين في وكر الافتراء العالمي

يوليو 27, 2024 - 09:37
افتراءات أمام حشد من المفترين في وكر الافتراء العالمي

حمدي فراج

المتظاهرون حول مبنى الكابتول "الكونغرس" احتجاجاً على استقبال نتنياهو في حرمه، لم يكونوا أول من طالتهم افتراءاته، فقد وجه اتهاماً مماثلاً بطريقة أوضح لجنود جيشه من الاحتياطيين والطيارين الذي أبدوا تمنعاً عن الالتحاق بوحداتهم إبان المظاهرات الأسبوعية التي ملأت الشوارع الإسرائيلية قبيل السابع من أكتوبر، وقتها اتهمهم بانهم عملاء لإيران. الآن يتهم المتظاهرين حول الكابتول بأنهم يتلقون الدعم المالي من إيران.
من ضمن الافتراءات، اتهام المتظاهرين والمحتجين بأنهم معادون للسامية، رغم أن هناك أعداداً لا بأس بها هم من اليهود. بعض المظاهرات معظمها من اليهود، لكن هناك نشاطات وفعاليات مقتصرة على اليهود، كالمجموعة التي اقتحمت الكونغرس واعتصمت داخله، وكانت لهم مطالب وشعارات تتعدى وقف الحرب على غزة، بل ووقف تزويد إسرائيل بالأسلحة. فكيف يمكن وصف هؤلاء المناضلين بأنهم ضد السامية؟ ثم وصل الأمر بهذا المفتري أن يحرض على الجامعات، الجامعات الأكثر عراقة في التاريخ الإنساني؛ كيف يدعمون حماس "الإرهابية" ضد إسرائيل "الديمقراطية"؟ كيف يقولون أن فلسطين من النهر إلى البحر؟ ويخرج باستنتاج أنهم لا يعرفون الجغرافيا ولا التاريخ، وكأنه يريد أن يصبح محاضراً في هذه الجامعات، يعلم الطلاب التاريخ الكاذب الذي يمتد إلى أربعة آلاف سنة، وكأن التاريخ ابتدأ من عند "أبراهام" ، أما ما قبل أبراهام وابنه اسحق وحفيده يعقوب، فلم يكن هناك تاريخ، لم يكن هناك فراعنة بنوا الأهرامات، ولم يكن هناك كنعانيون بنوا حدائق بابل المعلّقة، وبالمناسبة، فإن الأهرامات والحدائق عدت من عجائب الدنيا السبع، وهي كذلك حتى اليوم. كأنا بهذا المفتري يريد إغلاق هذه الجامعات، أو تغيير إداراتها، أو فحص برامج القبول لطلبتها، بحيث يخضع كل طالب إلى فحص أمني خوارزمي؛ عربي، شرق أوسطي، ملّون، شيوعي، علماني، مناهض للصهيونية، مسلم، يصلي، يقرأ القرآن، أو رأس المال أو محمود درويش.
من ضمن الافتراءات أنه يخوض في غزة حرب الحضارة ضد التوحش والبربرية، حرب من يقدسون الحياة ضد من يقدسون الموت. إنه ومعه زمرة الكونغرس لا يريد إدراك إنه يمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط والمكونة من حوالي مئتي رأس نووي، و هدد وزير في حكومته باستخدامها في غزة، وأن زمرة أمريكا قبل نحو ثمانين سنة، استخدمت هذا السلاح في اليابان، ما لم يستخدمه أحد من قبل ولا من بعد. أما نحن، الذين نحب الموت، حسب افترائه، نحب الحياة لنا ولغيرنا، شأننا في ذلك شأن كل البشر، بل وشأن الحيوانات أيضا، لا كائن حي يحب الموت، ولكن حين يخضع وطننا للاستعمار والاحتلال فإننا مستعدون أن نفديه بأرواحنا، وندفع حياتنا ثمناً لتخليصه وتحريره. في غمرة افتراءات سعي إيران للحصول على سلاح نووي، قال مرشدها خامنئي إن هذا السلاح محرم علينا استخدامه، ديننا يحرّمه علينا.
باقي الافتراءات التي وردت في خطاب نتنياهو سياسية، لن أتطرق إليها، من باب أن الخطاب كله افتراءات أمام حشد من المفترين في وكر الافتراء العالمي "الكونغرس" ، وأن العالم بأروقته السياسية والأمنية والحقوقية قادر على الرد عليه، بل ومطاردته كمجرم حرب، زعيم لدولة إبادة جماعية، وجيش عار على قائمة العالم السوداء.

............
من ضمن الافتراءات أنه يخوض في غزة حرب الحضارة ضد التوحش والبربرية، حرب من يقدسون الحياة ضد من يقدسون الموت. إنه ومعه زمرة الكونغرس لا يريد إدراك إنه يمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط والمكونة من حوالي مئتي رأس نووي.