شعبنا في مواجهة المستوطنين الأغراب

بهاء رحال

نوفمبر 8, 2025 - 09:08
شعبنا في مواجهة المستوطنين الأغراب

بهاء رحال

عصابات المستوطنين المدعومون من حكومة اليمين المتطرف تواصل عربدتها وتواصل اعتداءاتها على الناس العُزَّل، ويعيثون في الأرض خرابًا، ويسرقون المحاصيل الزراعية، ويستولون على كل ما هو فلسطيني بالقوة، بينما يجد الناس أنفسهم وحدهم في مواجهة أولئك الأغراب الذين تحرسهم قوات الاحتلال والجنود المدججون بالسلاح، وهم مدفوعون بعقيدة الكراهية والقتل والسلب والنهب.

حالة غير مفهومة؛ وسط ظلم واضح وفاضح، وسياسات عنصرية كاملة، فلا يحق للناس الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم ومحاصيلهم، وفي الوقت نفسه فإن الاحتلال يُشرعن تلك الهجمات الإرهابية، تحت حمايته المباشرة والرقابة المستمرة وتوفير كل الدعم والإسناد للجماعات الاستيطانية، وعلى الفلاح الفلسطيني أن يعاني ويسكت على الظلم، وهو يخسر رزقه وحصاد زرعه وقوت أبنائه، جراء تلك وحشية تلك العصابات التي تسرق وتحرق وتعيث خرابًا.

هذه معادلة جديدة فرضها الاحتلال وقطعان مستوطنيه، وهي معادلة القوي الظالم على صاحب الحق الذي لا يجد من يدافع عنه، ويدفع هذا الإرهاب الذي يواجهه كل يوم في البيت والطريق والحقل والمصنع.

إن من حق شعبنا أن تتوفر له عناصر الحماية من أولئك المستوطنين المتوحشين، ومن حق شعبنا أن يعيش بأمنٍ وأمان، وألّا تكون حياته في خطر دائم، وألّا تبقى تلك الجماعات تمارس كل أشكال العربدة من دون عقاب، ومن دون أن تُحاسب على جرائم الاعتداءات التي تقترفها.

لقد استولى المستوطنون على مئات آلاف الدونمات منذ أكتوبر ٢٠٢٣، ولا زالوا يتوسعون في المصادرة والسرقة، فلم تبقَ تلة أو قمة جبل أو سهل خصيب، إلا ووصلت إليه أيديهم الآثمة، وهذا يحدث بينما العالم صامتٌ ولا يتدخل لوقف هذه السرقات المستمرة والمتواصلة، وأمام هذا يجد الفلسطيني نفسه وحيدًا، المزارع والعامل والفلاح، وهذه قِسمةٌ ضِيزى، حين تجد كل ما يحدث من ممارسات آثمة وعدوانية ووحشية، ولا ينتصر صوت العدالة، ولا تتداعى الإنسانية لنصرة الحق، ومجابهة الباطل على ما يقترف من جرائم واعتداءات.

بين الاستيطان الرعوي والاستيطان الزراعي والاستيطان الصناعي والاستيطان السياحي والديني والتكنولوجي، تقضم الأرض الفلسطيني وتسرق خيرات الفلسطيني على هذا النحو الذي يراه العالم، ويرى كيف هي وحشية المستوطنين المدعومين بحراسة جنود الاحتلال، بينما يقف الفلسطيني وحيدًا لا يجد خلفه قوة تحميه وتحمي حقه من هذه السرقات والاعتداءات.