من دفع الثمن الباهظ؟
عيسى دياب

من دفع الثمن الباهظ؟
في جلستنا المسائية البارحة دار نقاش حول مستجدات حرب الإبادة في غزة ووقف إطلاق النار وإنهاء عامين أثقلت أيامها بالدم حتى يتوقع المرء أن الشتاء سيمطر دماً في لعنة على القتلة المجرمين! وغالباً ما أنصت لان الكثير من المعلومات تذكر، فمنها ما أعرفه ومنها ما استجد، دام النقاش بين صديقي أكثر من ساعة حتى وصلوا إلى مكان إزدحم فيه النقاش حول من دفع الثمن الباهظ في هذه الحرب فإسترسل صديقي الأول منفعلاً بهذه الإجابة العفوية السريعة:
الغالبية هي الأكثرية التي تجتمع على رأي واحد بمقابل أقلية مخالفة تسمى معارضة، لكن في بلادنا يتم تحديد الغالبية حسب قدرتها على لجم الناس عن التعبير عن رأيهم بالإستقطاب الفكري الممنهج ثم بالقوة فيصبح الرأي الأخر الذي غالباً ما يمثل الحق والحقيقة محاصراً بالتهم " العمالة - الخيانة - التخاذل والإنبطاح" حتى يقيد بكلمته.
الأقلية هي أكثرية بوعيها ورؤيتها ولكنها تتستر وتخفي سخطها بسبب الأكثرية التي هي أقلية طاغية فتحاول عبر وسائل الهدوء والحوار إعادة ربط جسور الوعي في بناء الطغيان لتدعيم أسس البناء لتجنب سقوطه على الجميع، ولكن الأكثرية الأقلية لا تتقبل مطلقاً رأياً مخالفا!
تقول الغالبية أن لبنان دفع أثمان باهظة من أجل غزة وفلسطين وتقولها إيران أيضاً وهذا صحيح، خلال العامين من حرب الإبادة الإسرائيلية تم تدمير الكثير من بنية الهلال الخصيب ومشروع الجمهورية الإسلامية وهذا هو الهدف.
إستحضر حديث للراحل السيد حسن نصرلله قال فيه أن لبنان لن يكون دولة إسلامية إنما جزء من الدولة الإسلامية الكبرى التي يرأسها صاحب الولاية في إيران! وهذا المشروع بدأ في أوائل العقد الثامن من القرن ال ٢٠ بخطة ممنهجة لإقامة الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط عبر دعم وإنشاء كيانات مرتبطة بمشروعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وفي المملكة العربية السعودية وأخيراً في غزة فلسطين.
وقال أخراً نحن الذين دفعنا الثمن وهو باهظ وباهظ وباهظ.
نحن العرب؛ وبلاد الشام أكثر؛ وفلسطين أكثر وأكثر وأكثر.
فأعاد السؤال لي، من دفع الثمن الباهظ؟!
فماذا سيكون؟
عيسى دياب