أسطول الصمود لكسر الحصار
بهاء رحال

بهاء رحال
من جنسيات متعددة أبحروا في عرض البحر لأيام طويلة، يحركهم الهتاف لفلسطين وتتلاطمهم الأمواج العالية، بيد أن عزيمتهم لم تضعف ولم تتوقف، بل واصلوا طريقهم في البحر غايةً في الوصول إلى المحاصَرين في غزة.
حملتهم ضمائرهم وإنسانيّتهم، وركبوا البحر لينتصروا للإنسان المحاصَر والمعذَّب والمقتول، ويكسروا الحصار الظالم، وفي أصواتهم نبوءة الفداء والتضحية لأجل القيم والمبادئ، باسم الحضارة والقانون وباسم الإنسانية التي تتصدّى في وجه الطغاة.
وما إن اقتربت السفن من مياه غزة، انقضّت عليهم بحرية الاحتلال واختطفتهم من قواربهم واقتادتهم إلى جهات مجهولة في البداية قبل أن تبدأ عملية الإعلان عن أسماء من تم اعتقالهم. بعض المختطَفين لا تزال مصائرهم مجهولة حتى الآن، فلم يعلن الاحتلال عن أسمائهم ولا ظروف اعتقالهم. إنها عربدة الاحتلال في البر والجو والبحر، وهي بذلك تتورط في المزيد من العزلة وكراهية الشعوب. فعلى التوازي مع ساعات الهجوم على السفن والقوارب في عرض البحر، تظاهرت جموع الداعمين في مدن وعواصم أوروبا: برلين، باريس، إسطنبول، روما، أثينا، بروكسل، ومدن أخرى عمّتها التظاهرات الشعبية التي تنادي بوقف الإبادة وفك الحصار والحرية لفلسطين.
لم تتوقف حكومة الاحتلال عن جرائمها، فما قامت به من قرصنة واختطاف لقافلة أسطول الصمود، هو جريمة حرب تُضاف إلى جرائم ارتكبتها ولا تزال ترتكبها بحق الإنسانية جمعاء، وبحق كل شيء في غزة.
قرصنة في عرض البحر، وفاشية تواصل دمويتها، وعجز دولي وعربي واضح وفاضح، وطلائع الشعوب تسبق الحكومات وتؤسس لمرحلة جديدة نحو المزيد من عزلة الاحتلال والالتفاف حول الحق الفلسطيني.
ليس هناك من عمل إنساني أكثر فضيلة من محاولة كسر الحصار عن المحاصَرين والمجوَّعين، وهذه المحاولات الدولية مشكورة، وهي تضع أولوية أولوياتها إنهاء الحصار وكسره بقوة الحق وقوة التضامن الدولي. أسطول وراء أسطول، وتظاهرة خلف تظاهرة، وتحركات إنسانية عديدة الهدف منها وقف الحرب ووقف القتل وكسر الحصار الظالم وإنهاء عربدة الاحتلال.
موجة من الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية تبعها تحرك كبير لأسطول الصمود، وتظاهرات عمّت العواصم الأوروبية، واحتشد الناس في الشوارع والطرقات بالهتاف "فلسطين حرة".