الانتفاضة الرابعة قادمة لا ريب

مارس 23, 2024 - 12:05
الانتفاضة الرابعة قادمة لا ريب
الانتفاضة الرابعة قادمة لا ريب فيها، رغم أنها لن تكون كما سابقاتها، الانتفاضة الأولى شعبية وأسميت بانتفاضة الحجارة عام 1987، والثانية مسلحة وأسميت باسم الأقصى عام 2000 ، والثالثة بالسكاكين والدهس عام 2015 تطعّمت من غزة بمظاهرات العودة و تعمدت بدماء نحو ستمائة شهيد.

يتوقع الكثيرون من العاملين في الحقل السياسي والإعلامي، بتفجر انتفاضة رابعة في الضفة الغربية ردا على مجازر الاحتلال و حرب الابادية في غزة ، التي اعادتها إسرائيل الى العصر الحجري، كما تحب تسميتها، او تحقيق حلم رابين ان يبتلعها البحر، وتحكمها في أحسن الأحوال حكومة على يمين حكومات السلطة، يمينا سياسيا استهلاكيا طفيليا فاسدا، اسمها حكومة تكنوقراط.

الانتفاضة الرابعة، ستكون شيئا رابعا، لا حجارة ولا أسلحة ولا سكاكين، بل رفض شعبي عارم للتصالح مع دولة التحضر والديمقراطية التي أبادت الأطفال ودمرت البيوت فوق رؤوس ساكنيها، عمدت الى تجويعهم حتى وصل الامر بتحويلهم الى شبه وحوش تنقض على شاحنات الطعام ويتسلى قناصوها بقصفهم و قتلهم. دولة لكي تغطي على فشلها يوم 7 أكتوبر من خريف العام الماضي تمد حربها ضد شعب أعزل محاصر فقير الى ربيع العام الذي يليه دون ان تشبع، بل وتتوعد بالمزيد. دولة انفض من حولها اقرب مقربيها من بين دول العالم الحر الذي كأنه اكتشف شيئا مخالفا ومغايرا لكل ما آمن به من قبل عن دقة ديمقراطية وحضارة هذه الدولة .

الانتفاضة الرابعة، ستكون في جزء أساسي من مكوناتها ضد الاجنحة الفلسطينية التي رفرفت خلال العقود الثلاثة الماضية نحو سلام كاذب ومخادع، مع من لا يحبون السلام بل يحبون الحرب، ولا شيء غير الحرب، يكشرون عن انيابهم فجأة خلال يوم واحد فيستهدفون نصف الشعب الفلسطيني قتلا وردما ونزوحا وتهجيرا و تجويعا، للدرجة التي وصلوا فيها الى قتل نحو نصف أسراهم دون ان تدمع لهم عين او حتى يرف لهم جفن.

الانتفاضة الرابعة ، ستكون ضد الذات العربية الإسلامية التي بدت طوال ستة أشهر فاشلة قاصرة عاجزة صامتة متواطئة، وفي أحسن الأحوال وسيطة من اجل هدنة، او من اجل ادخال مساعدات قد تكفي جموع الجائعين وجبة واحدة نهار ذلك اليوم السعيد الذي ابتسم للأطفال من ثغر تلك الوجبة. أي عروبة هذه وأي اسلام، وحين نظروا الى ما يفعله "الكفار" في جنوب افريقيا والبرازيل وشوارع مدن أوروبا العريقة، ووجدوا فيهم نخوة وشهامة اكثر مما وجدوه في عروبتهم واسلامهم. الانتفاضة الرابعة ستضع نحو 500 مليون عربي امام جدارة عروبتهم، إن كانت ستقتصر على اللغة الواحدة والدين الواحد فقط، ام ستمتد الى مضمون هذه اللغة وهذا الدين، والاخوة والتعاون والتعاضد والتضامن ، وهذا يتطلب امرا من اثنين: تغيير هذه الروح القطعانية المخزية او تغيير النظام الحاكم، وفي الحالتين يحتاج الوضع الى الانتفاضة الرابعة الآتية بلا ريب، لكن انتصار المقاومة في غزة –القريب- سيسرّع من اندلاعها.