الفاضلة د. سارة الشماس بين مقالين، وتجربتنا في التعليم

الفاضلة د. سارة الشماس بين مقالين، وتجربتنا في التعليم

هذا ثناء وحوار حول مقالين وليس ردا عليهما

(الملخص: المنهاج الخفي هو منهاج مقرر معلوم من معده، وينفذه طاقم بوعي، وغير معلوم من المستفيد منه)

المقال الأول: المنهاج الخفي في الدراسات الاجتماعية.. كيف تُصنع العقول في الظل؟

19/4/2025. https://kolalnastv.com/19678

المقال الثاني: المخيمات الصيفية للطلبة... تجربة تربوية شاملة بين التعلم والتمكين

14/6/2025، https://kolalnastv.com/20532

مرة اخرى للتأكيد هذا حوار من اجل مزيدا من الوعي عن المنهاج الخفي، والتعلم العارض او غير المقصود. وليس ردا على المقالين.

وتجربتنا في التعليم في اكاديمية فتح الفكرية وهيئة التدريب العسكري لقوى الامن الفلسطيني.

لقد اثار انتباهي عمق المقالين، حيث جاء المقال الأول في وقت نعمل فيه مع هيئة التدريب العسكري لقوى الامن على تطوير المقررات التعليمية في الهيئة بشقيها التدريس والتدريب. التطوير هو تقديم معرفة مطورة للتفكير، بدل المعرفة المنقولة او المقررة، ويكون العائد من التعليم مكون من خمسة اهداف واضحة ومعلنة للمتعلم.

الأهداف الخمسة هي:

1-   العائد من التعليم على العمل في مؤسسة قوى الامن.

2-   العائد من التعليم على حياة المتعلم الخاصة والاجتماعية.

3-   العائد من التعليم على المتعلم في أماكن عمله.

4-   العائد من التعليم على المجتمع.

5-   الربط والوصل بين كل محتوى تعليمي وثلاثة محتويات تعليمية أخرى في مقررات برنامج تعليمي واحد.

لقد ناقشنا بورشتي عمل بعنوان (ربط المفاهيم التعليمية والعائد من التدريب

في المحتويات التعليمية لهيئة التدريب العسكري) مع كبار ضباط ومعلمي الهيئة، ومع الاخوة المحاضرين الأكاديميين الخارجيين الذين تستعين بهم هيئة التدريب العسكري محاور الأهداف الخمسة التي يجب ان تظهر كأهداف مقصودة في أي محتوى تعليمي. 

كان الامر يتطلب بالضرورة مناقشة التعليم العارض والمنهاج الخفي إضافة الى التعليم المقصود.

عودة الى العام 1997، 1999. كلفت بقيادة الفريق الفلسطيني للقيادة والإدارة، وعقدنا عشرات الدورات بمستويات ثلاثة، ودورات تدريب المدربين بثلاثة مستويات، وعقدنا مؤتمرين، واحد في قاعة رشاد الشوا في غزة الثاني في اريحا. من ضمن ما قمنا به انا وفريقي كتابة منهاج تدريب القيادة والإدارة لقوات الامن العام الفلسطيني، وضم 36 عنوان

منها المنهاج الخفي. وقد قمت بكتابة موضوع المنهاج الخفي كاملا. وقد عرفته كما يلي.

تعريف المنهاج الخفي: -

هو كل مركب من المعارف والمهارات والخبرات والاتجاهات والقيم التي يكتسبها المتدرب خارج المنهاج المعلن، وهو يمارسها طواعية ودوم اشراف المدرب او علمه في معظم الاحيان، ومن خلال تفاعله مع المدربين والاداريين والمتدربين أنفسهم، ومن خلال ممارسة القوانين والانظمة والتعليمات، ومن خلال التعليم بالقدوة وبالملاحظة والتدريب بالمجموعة وممارسة الأنشطة المنهجية واللامنهجية غير الصفية.

في مقالكم حضرتكم المهم الذي يحمل العنوان: المنهاج الخفي في الدراسات الاجتماعية.. كيف تُصنع العقول في الظل؟ تم تعريف المنهاج الخفي كما يلي:

المنهاج الخفي هو ذلك الجزء غير المعلن من العملية التعليمية، والذي يتجسد في العادات والسلوكيات والقيم والمواقف التي يكتسبها الطلبة من خلال التفاعل اليومي في البيئة المدرسية، دون أن تكون هذه القيم أو السلوكيات مدرجة ضمن الأهداف التعليمية الصريحة. ويشمل المنهاج الخفي الرسائل الضمنية التي تنقلها أساليب التدريس، والعلاقات بين المعلمين والطلبة، وتنظيم البيئة الصفية، وأساليب التعامل مع القضايا الاجتماعية.

بالمقارنة بين التعريفين فانهما ينطلقان من فكرة واحدة، تعلم غير مقصود. او تعلم عارض.

تطورت تجربتنا منذ عام 1999، وبدأنا في تجربة نقل جزء من العائد الضمني للتعلم الى التعلم المقصود، وفق الخماسية التي ذكرتها سابقا، فكان العائد من التعليم أفضل بشكل واضح. فمثلا في مجال تعليم أهمية العمل الجماعي، والعمل بروح الفريق، اظهرنا العائد من التعليم على الشخص نفسه وعلاقاته العائلية والاجتماعية، ففتح لنا هذا باب التحدث عن أهمية ان يقوم الفرد بدور إيجابي داخل عائلته بما في ذلك بر الوالدين، وحتى العلاقة بين الأزواج وابنائهم. ومثال اخر على ممارسة الرياضة، نقلنا أثر ممارسة الرياضة على الوقاية من الامراض من التعلم العارض الى التعلم المقصود، ففتح لنا هذا النقل باب مهم وهو ربط التمارين الرياضية بأعضاء الجسم، فأصبح كل تمرين يحسن عضوا في الجسم، هذا الربط بين ممارسة الرياضة وأعضاء الجسم ساعدنا على تكوين تمارين للوقاية من امراض الجهاز الدوري او الوقاية من دوالي الساقين او امراض السكري. 

كيف نعرف الان المنهاج الخفي:

المنهاج الخفي: المنهاج الخفي هو منهاج مقرر معلوم من معده، وينفذه طاقم بوعي، وغير معلوم من المستفيد منه.

امثلة: مثل شعبي (اضرب الي بالبور بخاف الي بالفلاحة. الحكي الك يا جارة واسمعي يا كنه.

واضحنا ذلك في الجدول التالي:

الفرق الرئيسي لأنواع التعليم الثلاثة الواردة أعلاه:

هذه تجربتنا في المنهاج الخفي، والتعلم العارض.

وجاء مقالكم الكريم الهام والعميق الذي يحمل العنوان: المخيمات الصيفية للطلبة... تجربة تربوية شاملة بين التعلم والتمكين، وانا اكتب سلسلة مقالات عن أثر تدريبات المشاة العسكرية على الفرد. (جميع المقالات منشورة على موقع تلفزيون كل الناس وعددها 10 حتى الان)

اوضحنا ان تدريبات المشاة العسكرية هي التي تنفذها هيئة التدريب العسكري لقوى الامن الفلسطيني، وقطاع التدريب في قوى الامن، والتي تنفذ في المخيمات الصيفية والشتوية، للأشبال والزهرات والشبيه، وتنفذها أيضا قطاعات الكشافة والمجلس الأعلى للشباب والرياضة. نحن بدورنا نقدم أثر هذه التدريبات على الفرد وعائلته ومجتمعه لحث الجميع على المشاركة في هذه التدريبات لأنها تساهم في صقل شخصية الفرد ليكون أكثر فائدة لنفسه وعائلته ومجتمعه.

في مقالكم العميق قمتم بوعي بنقل التعلم بالمنهاج الخفي والعارض الى التعلم المقصود. لأنه فعلا أكثر اثرا على المتعلم. كما قمتم بالتخلي عن جزء من  فكرة المنهاج الخفي لصالح المنهاج المقصود.

مثلا: جاء في مقالكم المهم النص التالي: كما أن دعم الأسرة لهذا النوع من النشاط يعزز من فعاليته من خلال تشجيع الأبناء على المشاركة وتقدير ما يكتسبونه من مهارات وقيم جديدة. ومن الجدير بالذكر أن الشراكة بين المدارس، ومؤسسات المجتمع المدني، والبلديات المحلية، تفتح آفاقاً أوسع لتنوع البرامج ودمج أبعاد مجتمعية تنموية في محتوى المخيمات. تعتبر المخيمات الصيفية تجربة تعليمية وتربوية متكاملة تتجاوز حدود الترفيه إلى بناء الشخصية وتعزيز القيم الاجتماعية والمعرفية. ومن هذا المنطلق فإن توجيه هذه المخيمات لتتكامل مع أهداف المناهج الدراسية، خاصة مناهج الدراسات الاجتماعية يمثل استثماراً حقيقياً في تربية الجيل القادم، وإعداده ليكون مواطناً فاعلاً في مجتمعه، وقادراً على التفاعل مع تحديات الحياة بروح إيجابية ومشاركة واعية، متسلحًا بالمعرفة، والقيم، والانتماء الأصيل.

ارجوا ملاحظة عمق الوعي، وكيف نقلت د. سارة الشماس الجزء الأكبر من التعلم العارض غير المقصود المبني على تعريف المنهاج الخفي السابق الى تعلم مقصود.  

بمزيد الاحترام.

محمد قاروط أبو رحمه