العلاقة العربية الفلسطينية

العلاقة العربية الفلسطينية
سعدات عمر
عنوان مُخجل يدور بين لماذا، وكيف؟ وصل هذا الجهل العظيم الذي أحاط بالعرب فيما يتعلق بتاريخ فلسطين وصار أمرهم إلى الإستعمار الأوروبي الأمريكي الصهيوني يتساومون في مصير الأمة والعروبة ويتقاسمون أحلامها وأمنياتها بعد أن رسموا واقعها لكل زمان ومكان. فقد طرحت الأحداث على الساحة العربية مجموعة من القضايا الأساسية وكان في مقدمتها كيف كانت نظرة العرب إلى قضيتنا الفلسطينية في زمن المد القومي سابقآ وفي زمن انحساره لاحقاً بتفضيل إسرائيل على حساب قضيتنا الفلسطينية. إن أهمية قضية العلاقة العربية الفلسطينية أنها ما زالت مرتبطة بقضيتنا الفلسطينية التي تلتقي حول الإهتمام بها ولو بالشكل ولو بالظاهر من قٍبل كل القوى العربية على اختلاف مواقعها ومواقفها ويعود هذا الإهتمام إلى عمق ارتباط قضيتنا الفلسطينية بالوجود العربي الذي كان في فترة الخمسينيات من القرن الماضي وحتى إغتيال الرئيس أبو عمار والذي لم يَعُد موجوداً، وبالخطر الذي يُشكله وجود إسرائيل العدواني على أرض فلسطين في قلب الوطن العربي التي ربطت شعوبنا العربية بقضيتنا الفلسطينية كونها القضية القومية التي تَغَنَّى بها العرب ردحاً من الزمن التي لا يثير الالتقاء حولها أي حاجز من أي نوع سوى التطبيع والاعتراف بإسرائيل. لكن مهما كان ظن البعض العربي أن مجرد الرغبة في رفض أمر واقع يكفي لإزالته من الوجود إلا أن الواقع المادي أصبح أقوى من الرغبات، وعلى هذا فكل وحدة اللغة والأرض والتاريخ لن يُفيدنا بشيءإذا لم تخض الجماهير العربية معركة التحرير الفلسطينية عسكرياً أم سياسياً بقوة جماهيرية قومية مُوحدة، ولكن هناك كلمة حق لا بد من قولها. أن المُبالغة في التشديد على المسألة القومية لا بد وأن تؤدي في كثير من الأحيان إلى تجاوز خصوصيات الواقع العربي وبالتالي إلى الوقوع في فخ المثالية الزائفة، وفي الحقيقة التي لا غبار عليها أن وجود شعبنا الفلسطيني متشبث في أرضه أولاً ومن ثم وجود السلطة الفلسطينية ثانياً كان مسألة طبيعية رغم اختطاف قطاع غزة من الشرعية الفلسطينية بانقلاب حماس الدموي الأسود في العام 2007 الذي خلَّف أموراً عديدة أهمه حالة عجز حمساوي رسَّخ حالة العجز هذا ببلبلة في تقدم حل قضيتنا الفلسطينية أدت بالنتيجة إلى تدمير قطاع غزة تدميراً شاملاً لا يعود لاختيار سهل. إلا إن التعامل مع الواقع الوحدوي الفلسطيني المتمثل بالشرعية الفلسطينية بقيادة الرئيس أبو مازن في مثل هذه الحالة هو حالة وطنية بامتياز فضلاً عن كونه ضمانة لمنع حدوث ما هو أكثر إيلاماً.