كيف يؤثر تدريب المشاة على تعامل الفرد مع الفشل؟

كيف يؤثر تدريب المشاة على تعامل الفرد مع الفشل؟
محمد قاروط أبو رحمه
(الملخص: التعامل مع الفشل أحد المهارات الحياتية التي يحتاجها كل فرد، وكل فرد لم يفشل لم يجرب شيئا جديدا).
الفشل دليل اقدام الفرد على خوض تجربة جديدة، ومن لم يفشل لم يجرب شيء جديد. لذلك يعتبر التعامل مع الفشل مؤشر نضوج شخصية الفرد.
تساهم تدريبات المشاة العسكرية بشكل كبير على تهيئة الفرد على تقبل الفشل والتعامل معه كأحد مصادر تنمية المهارات الحياتية من خلال:
1-     تعزيز المرونة العقلية.
2-    والقدرة على التعلم من الأخطاء.
3-    وبما ان تدريبات المشاة العسكرية تضع الفرد في مواقف صعبة تتطلب منه التكيف مع الظروف المتغيرة والتعامل مع الإخفاقات، فان ذلك يعلمه كيفية النهوض بعد الإخفاق السقوط وتحويل الفشل إلى فرصة لتنمية مهارات التعامل مع الفشل.
تدريبات المشاة العسكرية لا تهدف الى تدريب الفرد على تقبل الفشل، بل، تدربه على التعامل مع الفشل ودراسة تجربة الفشل واستخلاص العبر والدروس لتطوير هذه المهارة وبما انها مهارة فان اكتسابها يتطلب قليلا من المعرفة والتوجيه وكثيرا من التدريب واستمرار التدريب والاستفادة من كل تجربة. ومهارات التعامل مع الفشل يتعلمها الفرد اثناء تدريبات المشاة العسكرية للملتحقين في الخدمة العسكرية او الذين يشاركون في المخيمات الصيفية، لكن يتم تدريب مهارات التعامل مع الفشل كجزء من التعليم الضمني، او العارض، او غير المقصود، او غير المنهجي. 
من خلال تجربتنا الطويلة فإننا نوصي أصحاب الاختصاص بنقل مهارات التعامل مع الرفض ومهارات التعامل مع الفشل من التعليم الضمني او العارض الى التعليم المقصود، بحيث يظهران كأهداف مقصودة.
ويمكن ايجاز اهم مهارات التعامل مع الفشل التي تتضمنها تدريبات المشاة العسكرية:
1-    بناء المرونة العقلية:
تركز تدريبات المشاة، العسكرية على بناء القدرة على التحمل العقلي والجسدي. 
حيث يتعرض الأفراد لتحديات جسدية وعقلية تهدف إلى دفعهم إلى أقصى حدودهم، مما يساعدهم على تطوير القدرة على التعامل مع الضغوط والإخفاقات بشكل أكثر فعالية.
2-    التعلم من الأخطاء:
تدريبات المشاة العسكرية تعلم الأفراد أن الفشل جزء لا يتجزأ من عملية التعلم. من خلال تكرار الأخطاء في بيئة خاضعة للرقابة، يتعلم الأفراد كيفية تحديد أسباب الفشل وتصحيحها، مما يعزز فهمهم للمهام والمهارات المطلوبة.
3-    تنمية روح الجماعة والاعتماد على الذات:
تدريبات المشاة العسكرية تركز على بناء روح الجماعة والعمل ضمن فريق، والاعتماد على الذات. ويتعلم الأفراد كيفية العمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة، وكيفية الاعتماد على زملائهم والاعتماد على أنفسهم في المواقف الصعبة. هذا يعزز ثقتهم بأنفسهم ويقلل من تأثير الفشل على معنوياتهم.
4-    التركيز على الهدف:
تدريبات المشاة العسكرية تركز على تحقيق أهداف محددة، بغض النظر عن العقبات التي قد يواجهها الفرد. ويتعلم الأفراد كيفية الحفاظ على التركيز على الهدف، حتى في مواجهة الفشل، مما يساعدهم على تجاوز الإخفاقات والوصول إلى النجاح من خلال المثابرة والاستمرارية حتى تحقيق الهدف.
5-    التدريب على المحاكاة:
تدريبات المشاة العسكرية تتضمن محاكاة لأحداث قد تحصل في الواقع، مثل طوابير الازعاج، وتسلق الحبال والمشي الطويل وساعات متواصلة من التدريب في الميادين، وتتضمن هذه المحاكاة ليس فقط احتمال الفشل، بل تقصد ذلك لتنمية مهارات التعامل مع الفشل. هذا يسمح للأفراد بالتعامل مع الفشل في بيئة آمنة، مما يساعدهم على تطوير مهارات التعامل مع الفشل في المواقف الحقيقية. 
وأخيرا: تدريبات المشاة، تلعب دورًا حيويًا في تطوير القدرة على التعامل مع الفشل من خلال تعزيز المرونة العقلية، وتنمية مهارات التعلم من الأخطاء، وبناء روح العمل الجماعي والعمل ضمن فريق، والتركيز على الأهداف، والتدريب على المحاكاة والاحتمالات والتوقعات. 
وتوصيتنا للإخوة في هيئة التدريب العسكري وقطاع التدريب في قوى الامن، وللأخوات والاخوة الذين ينظمون ويشرفون على المخيمات الصيفية للشبيه والاشبال والزهرات ان يعملوا على اظهار كيف تساهم تدريبات المشاة على بناء وتطوير مهارات التعامل مع الرفض، ومهارات التعامل مع الفشل؟
عضو مجلس إدارة اكاديمية فتح الفكرية