ويبقى السؤال أين فلسطين؟

ديسمبر 21, 2024 - 12:46
ويبقى السؤال أين فلسطين؟

سعدات عمر
لننظر ستين عاماً إلى الوراء فنرى قدرة الكلمة على البزوغ في أشد الأيام ظلمة وفي أكثر الظروف قسوة. حملت#فتح كلمات البيان الأول ومشت بين القذائف والعرق بحثاً عن وعن وعن ونصر نصر على ألا يتأخر عن موعدها. فلم تكن رحلة المأساة الفلسطينية في العام 1948 هي الأولى فقد سبقها الفلسطيني المسيح والعالم بأسره يحتفل بعيد ميلاده المجيد وشعبنا الفلسطيني يسير من جديد على طريق الآلام إلى الجلجلة ولن تكون الأخيرة ليكن ذلك واضحاً كيوم غادر الرئيس أبو عمار المقاطعة إلى باريس في ذلك اليوم الشهير فليس لدم أبي عمار هدنة كما دماء شعبنا الفلسطيني ولا قوات مراقبة أو حدود ولا موقع ثابت. لماذا تصفق إعجاباً الإدارات الأمريكية والدول الأوروبية بالهمجية الإسرائيلية القائمة والقادمة في فلسطين فلم تتوقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني حين كانت قرارات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي يولد الواحد تلو الآخر قبل وبعد نكبة فلسطين أو ضد ما يحمله شعبنا من أحلام وأجٍنَّة فالحرب على شعبنا حرب إبادة منذ وطئ المهاجرون البهود الأوائل أرضنا الفلسطينية منذ أحتلوا غرف الأمان والسلام وغرف نوم حكام العرب ومنذ ذبحوا الحياة في دير ياسين طردوا الحرام عن قانون الصراع مع شعبنا الفلسطيني لأن شعبنا خارج القانون في نظرهم ونظر الغرب الأوروبي الأمريكي ونظر الكثيرين من الحكام العرب. كان من حق أبي عمار ومن واجبه أن يسير رحلة العودة إلى وطنه الذي أحبه وشعبه لا لٍيوسٍّط أحداً وإنما لٍيحدد مكان الدولة ومن طبيعة العدو الإسرائيلي المحتل أن يُكرر محاولات الإبادة فالحرب بيننا دائرة على أكثر من وجه ودائرة الصراع مفتوحة لا يُغلقها العجز والانهيار العربي الطافي ولا اتفاقيات الاستسلام الموقعة في السر والعلن ولا اتفاق لغة التخاطب الجميلة مع الضمير الغربي الأوروبي الأمريكي  المُثقل بذكريات الحروب الصليبية، وسلام أبي عمار الذي ورثه أبي مازن وحركة#فتح يتلخص بالحقوق الكاملة لشعبنا الفلسطيني في وطنه وأرضه ودولته وحده هو الذي ينقل الصراع إلى مستوى آخر ففي حروب #الفتح العسكرية والسياسية والدبلوماسية بلورت طريقة تمزيق الأمن الإسرائيلي. لقد فتحت صدور رجال #الفتح في الفاتح من كانون الثاني 1965 بوابات المستقبل العربي وأحكمت في يوم الكرامة الحصار على عقلية السادية الإسرائيلية من جهة وعلى عقدة الخوف العربية من جهة أخرى لقد دلَّت الكفاءة التي خاض فيها رجال #الفتح الحرب العسكرية والسياسية على أن القضية الفلسطينية عصية قد تجاوزت خطر التصفية. بعد هذا يحب البحث عن السبب الذاتي لتدمير غزة وقتل أهلها واعتباره عجز ثوري حمساوي عَرَّى حماس بأنها  مرض ذاتي لشعبنا الفلسطيني وعلاقته بالإطار العام لقضيتنا الفلسطينية الذي استطاع العامل الإسرائيلي أن يستغل ظروفاً أمريكية أوروبية دولية وعربية بمصالح واستراتيجيات امبريالية ميدانها الأساسي الوطن العربي وقد استطاع هذا العامل الإسرائيلي من تحقيق مد ديناميكي لإسرائيل لأن ارتباط إسرائيل بالمصالح الأمريكية والأوروبية هو ارتباط عضوي يتخذ طابعاً خاصاً بسبب عوامل كثيرة أهمها قوة النفوذ الصهيوني الذي كان نجح في تحقيق وخلق حقائق بشرية وسياسية واقتصادية وعسكرية في منطقتنا العربية من نُظم عربية عديدة الذي صنع انتصاراً على شعبنا الفلسطيني الأعزل في غزة وهكذا تبين أن طرفاً أساسياً من أطراف الصراع أُناساً يخلقون من الباطل حقاً ومن الوهم واقعاً وما حماس إلا أُناساً يفرطون بحق شعبنا الفلسطيني كله وليس فقط في غزة بحيث أصبح أي تعميم حول الوضع في غزة والضفة نوعاً قسرياً يتضمن الخطأ في أيديولوجية حماس. ويبقى السؤال اليوم وكل يوم أين فلسطين؟