البحث في الغيب

يوليو 24, 2025 - 13:46
البحث في الغيب

البحث في الغيب

هل نبالغ قولاً أن الأمة العربية والإسلامية جميعها دون إستثناء تسأل هذا السؤال: " ما الذي أوصلنا إلى هنا "؟؟ 

القرأن الكريم هو آية تأييد لخاتم المرسلين كما نار إبراهيم وعصا موسى وناقة صالح وإحياء الموتى على يد الرسول عيسى إبن مريم لا بل القرأن أعظم آية لطهره وغناه ومعاصرته وإستدامته، يا له من كتاب فريد كيف لا وهو كلام الحق سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وله الحمد لم يتخذ ولداً ولم يجعل له شريكاً في الملك يا الله ما أعظمك وما أحنّك على خلقك لست أدري اذا ما كان بمقدور عبدٍ مثلي ان يقول ما أحنّك يا الله؟

ماذا تعرف عن خطيئة إبليس؟ 
الجواب: الإستكبار.

في القرأن ذِكرُ أسلافنا في الأرض من الرُسُل الذين أُرسِلوا إلى أقوامهم بالحق أن لا تعبدوا إلا الله فأول ما أنكر الأقوام على رُسولِهم أن قالوا لهم أنؤمن لكم واتبعكم الأرذلون! لماذا لأن أصحاب الشأن تأخذهم العزة فيستكبرون ويكفرون، الإستكبار!

نبدأ القرأن الكريم بالحمدُ لله، والحمدلله، الذي لم يتخذ ولدا ولم يجعل له شريكاً في الملك لأننا وبكل إنكسار منقسمين ومنقسمين في إنقسامنا إلى أجزاء على مذكرات ذلك العالِم أو على أبواب هذا الشيخ فكيف لو كان لله ولد أو شريك له مشيئة وقرار؟

▪︎¤  مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ¤▪︎

ألله سبحانه وتعالى تفضل على عباده بالدروس والعبر والحكمة العظيمة فنبذنا بعض الكتاب في حالتي الوعي أو أللاوعي بإتباعنا للمرشد فلان والعالم فلان والحزب فلان حتى أصبحنا مِللاً كل ملة منا تعبأ بإجتثاث الأخرى ومن الأمر خزيٌ أن تصل السيدة ميركل مستشارة المانيا السابقة إلى حد الضياع في كيفية جمع شعوب المنطقة على الرغم من عبادتهم إله واحد!!!!

يصل الإنسان في تفكيره أننا أعجزنا الغرب في كيفية إعادة جمعنا؟! الأمريكيون يقولون أن سايكس بيكوا هو المشكلة؟ ولكن ميركل هي الأذكى! ولكن ميركل ليست أعلم منا بحالنا، لأننا نرى النور ونحجبه، نعرف أين الطريق ونقطعها بأنانيتنا وهوسنا في التصدر!

ليس ممكناً تقبل الفكر الأخر فينا، لأنه يطلب من الله أن يغفر له ذنبه لأنه إرتكبه بجهالة أو في حالة ضعف ويريد من الله أن يحاسبه مراعياً الظرف الذي أذنب فيه لانه إضطر لإرتكابه، ويبحث بين الرحمات عن رحمة تحويه، بينما لا يمكنه حتى أن يسمع أن لدولة ما! ظرف وضعها أمام خيار الهلاك او تسوية ما او ترتيب ما؟! ما هذا الغباء؟

المملكة العربية السعودية في صحوتها الأخيرة! لم تصحوا لتغيير الدين! بينما إستفاقت على عقود كانت تمول فيها بمليارات الدولارات المجتمعات السنية لتجد أن ليس هناك أي جسد سني سوى أزلام للعالم فلان وأزلام للسياسي فلان! إليس من حقها تقويم عملها وترشيد الحكومة؟  أوليس الملام هو الحاكم لا العالم؟! ألم تجد السعودية في بيئتها ألف عدو لها؟!
 
الإنقسام بين السنة هو جواب سؤال هذا المقال، نعم الأئِمة الذين لم يعرفوا ذاتهم ولا أنفسهم ليعرفوا الله ويقدروه حق قدره ليقيموا الشرع في أطراف بلاده نصّبوا أنفسهم بإسم الله أسياداً يَجِزُ كلاً منهم مقام الأخر، فأنقسمت الطائفة السنية إلى مئات الفرق يعبدون أله واحد ويعملون على حرق بعضهم والأسواء كل لديه أدلة وبراهين!  
ولو أنهم حقاً علماء وأتقياء لكتبوا فوق جباههم هذه المدرسة العظيمة في تهذيب نفس العالم 

 مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ

 نحن نبكي في كل ساعة جراح أهلنا في غزة ولكن هذه الدماء إن لم تكن مَبصرةً لنا على واقعنا للبحث الحقيقي في أسبابه فستذهب الدماء هدراً وسيهدر بعدها إلى أن يأتي زمان يصل فيه الناس إلى العقدة لحلها.
لا يخفى على أحد الخلاف الكبير في الطائفة السنية بين فرقها وهذا ما ميَّز الدماء ليستهان بها فالأمة تقتل بعضها قبل ان يقتلها الغريب! 
ليس للسنة مرجعية واحدة، صدام رحمه الله إعتبر انه المرجعية وحافظ الاسد إعتبر انه الأقوى والأذكى والقذافي قرر انه يعلم الغيب والأتراك يريدون إستعادة السلطنة والإخوان يريدون السلطة والمصريين يعادون الإخوان وقطر تريد تزعم دول الخليج وعلى الطرف الأخر تريد إيران إيران إحياء أمجادها!!! كل يخشى من الأخر!  أليس في هذه الأمة رجل رشيد! تاهت الناس وقضاياهم بين إستكبار ذاك وخرف الأخر وجموحهم! ألم يرى الذي أمنوا أننا أصبحنا آية لإشمئزاز الناس من ديننا الحق؟

ما الذي يريده الإنسان من الدين! يريد الأنسان الجنة! ويريد أن يعيش أمنا في الحياة الدنيا، فما المانع من أن تقوم الدولة بتأمين الحياة وأن يكون عالم الدين هادياً إلى الله، مبشراً ونذيراً؟  لا أن يكون سلطوي! هل سمعت يوماً أن شيخاً لم يعد شيخاً؟ بالتأكيد لا، ولكنك تسمع أن رئيسا أو وزيراً أنهى ولايته وأصبح مواطنا عادياً!! ولك أن تتفكر بحصانة الإثنين. 
لست أشجع على ضرب هيبة العلماء أبداً بقدر ما أشجع على قيام كل فرد منا بدوره وفقط بدوره! فهم عماد إرتقاء هذه الأمة إذا ما ادوا واجبهم الحق بحق في هدي الناس وبناء مجتمع روحاني يؤمن بالشرع كله لا ينقص منه شي؟ هم القوة الكبرى التي تبني المدينة الفاضلة الني نحلم في سكناها! من السهل ان تحكم بلداً بالقانون وليس من السهل أن تجعله يتقي الله في الغيب!

عيسى دياب