مخطط القطار البني الاستيطاني من صور باهر الى "مطار القدس" مقدمة وتمهيد لبناء مستوطنة ضخمة في"عطروت"

أعربت جمعية "بمكوم - تخطيط وحقوق الإنسان" عن معارضتها الشديدة لخطة "الخط البني" للقطار الخفيف في القدس الشرقية المحتلة، والتي تم مناقشة تعليمات إعداد تقييم الأثر البيئي الخاص بها يوم الإثنين في اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس.
وأكدت الجمعية أن المشروع يُستخدم كأداة لخدمة إقامة مستوطنة إسرائيلية ضخمة في قلب منطقة فلسطينية محتلة مكتظة بالسكان، وليس لتحسين شبكة المواصلات في المدينة.
تتضمن خطة "الخط البني" مسارًا يمتد عبر أحياء فلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، بدءًا من حي السواحرة جنوبًا، مرورًا بمركز المدينة باب العامود، وصولًا إلى شعفاط وبيت حنينا شمالًا. ينتهي المسار فيما يُعرف بـ "الإصبع الشمالي" للقدس، بمحاذاة أراضي مطار القدس/ قلنديا المغلق.
وقالت الجمعية الحقوقية :"في هذا الموقع، تخطط الحكومة الإسرائيلية لإقامة مستوطنة جديدة للتيار الحريدي، تضم حوالي 9,000 وحدة استيطانية لتشكيل جدار استيطاني بين القدس ومدينة رام الله.
الآثار السلبية
تشير جمعية "بمكوم" إلى أن المشروع لم يكن ليتقدم لولا نية الحكومة اليمينية المتزمته إقامة هذه المستوطنة، مؤكدةً أن الأولوية يجب أن تكون توجيه الاستثمارات نحو تطوير الأحياء الفلسطينية التي تعاني من الإهمال ونقص حاد في البنية التحتية منذ عقود ومشاريع الإسكان ونقص الغرف الصفية والمدارس والحدائق والمرافق العامة.
وأضافت الجمعية: "المستوطنة المقترحة غير القانونية متعثرة حاليًا بسبب مشاكل بيئية وتخطيطية خطيرة، ومع ذلك يتم تخصيص الأرض لها بدلًا من معالجة أزمة السكن الخانقة في الأحياء الفلسطينية المجاورة، إذ وفق الدراسات القدس الشرقية المحتلة تحتاج الى اكثر من ٢٠الف وحدة سكنية خلال العام ٢٠٢٥ فقط لسد العجز والنقص الشديد والاكتظاظ المتزايد في الاحياء الفلسطينية.
وأوضحت:" النتيجة هي فرض "جسم غريب" مستوطنة للمستوطنين المتدينين من التيار الحريدي داخل النسيج العمراني الفلسطيني، مما يعرقل تطوّر المدينة بشكل طبيعي. ويزيد من التوتر والاحتكاك مع المواطنين الفلسطينيين".
ولفتت "بمكوم" إلى أن النقاش الذي جرى ركّز فقط على المقطع الشمالي من مسار الخط، وهو الجزء المطلوب لتنفيذ المشروع الاستيطاني على أراضي مطار القدس المغلق، في حين لا يشهد المقطع الجنوبي، الذي يخترق أحياء فلسطينية مكتظة وذات شوارع ضيقة وتضاريس صعبة، أي تقدم يُذكر. وتشير الخرائط إلى مسار متعرج يمر بين منازل في بيت حنينا الشمالية، بالإضافة إلى إشارات بهدم منازل الفلسطينية وتحويل أراضٍ من سكنية إلى طرق.
واختتمت جمعية "بمكوم - تخطيط وحقوق الإنسان" بالقول: "رغم تقديم الخط البني كمشروع نقل إلا أن الحقيقة هي أنه يُروّج له أساسًا لخدمة المستوطنين، مع تجاهل شبه تام لاحتياجات المواطنين الفلسطينيين، الذين يعانون من الاكتظاظ ونقص البنية التحتية والخدمات الأساسية."
ولفتت الجمعية الى أن هذا المشروع يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، ويثير تساؤلات حول مستقبل المدينة وتوازنها الديموغرافي.
وتتضمن الخطة الاستيطانية على " مطار القدس- قلنديا" بناء ما يقارب 9000 وحدة استيطانية في موقع المطار باتجاه دوار المنطقة الصناعية والشارع الاستيطانية ٤٤٣القدستل ابيب"، وهي تستهدف بالأساس اليهود المتشددين دينيًا. وقد أثار هذا التطور مخاوف كبيرة بشأن تأثيره على الأحياء الفلسطينية المحيطة وعلى المشهد الجيوسياسي الأوسع.
خطة النهاية نوقشت الأسبوع الماضي وتتضمن استيعاب مستوطنين من التيار الحريدي، مما يعكس توجهات الحكومة الإسرائيلية في تسخين وتوتير الأوضاع في شمال القدس المحتلة، ببناء جدار استيطاني ضخم من حيث البناء والتصميم الى جانب جدار الفصل العنصري لتعزيز الفصل بين القدس وامتدادها الجغرافي والديمغرافي مع مدينة رام الله وشمال الضفة الغربية.
وكشفت توجهات النقاش ان هناك تيار قوي في بلدية وحكومة الاحتلال تريد استغلال الظروف الراهنة لتعزيز وجودها اليومين المتطرف في القدس من الشرقية المحتلة وتهويدها بشكل اكثر من الناحية الجغرافية والديمغرافية من خلال هذه المشاريع، مما يزيد من مخاطر الوضع الاقتصادي والسياسي والامني في المرحلة المقبلة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل القدس الشرقية المحتلة التي من المفروض ان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة في ما يسمى ب(حل الدولتين).
بدورها، كانت قد استعرضت محافظة القدس في تقرير لها مخاطر وانعكاسات هذا المشرع الاستيطاني على القدس المحتلة وقالت إن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الدفع قدما نحو المصادقة على ما يُعرف بمخطط "الخط البني" للقطار الخفيف في مدينة القدس المحتلة، و أن المخطط يهدف إلى تكريس الضم القسري للمدينة المحتلة إلى المنظومة الإدارية والتخطيطية الإسرائيلية، بما يتناقض بشكل صارخ مع أحكام القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحذرت من أن هذا المخطط لا يندرج ضمن إطار تحسين البنية التحتية أو تقديم خدمات مدنية، بل انه اعتداء صارخ ومنهجي على الأرض الفلسطينية وعلى الوجود الفلسطيني التاريخي في المدينة، وفي سياق سعي الاحتلال لحسم قضايا الحل النهائي –وفي مقدمتها وضع القدس– باستخدام أدوات التخطيط والتنفيذ الميداني، بما يقوّض بصورة منهجية أي فرصة لتحقيق سلام عادل وشامل، ويُجهض حل الدولتين، ويمنع قيام دولة فلسطينية ذات سيادة مترابطة جغرافيا، على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشارت محافظة القدس إلى أن الخط الجديد للقطار يهدف إلى ربط "المنطقة الصناعية" في مستعمرة "عطروت" شمال القدس المحتلة، بقرية صور باهر الواقعة جنوب المدينة، مرورا بعدد من الأحياء والمناطق الفلسطينية في القدس الشرقية، تشمل رأس العامود، وجبل المكبر، وباب العامود، وشعفاط وبيت حنينا، والبلدة القديمة، وذلك من خلال ثلاث مراحل رئيسية (شمالية، وسطى، وجنوبية).
وأشارت إلى أن الخط البني يُعد واحدا من خطوط شبكة القطار الخفيف في القدس، والتي توسّعها سلطات الاحتلال بشكل متسارع في إطار مخططات تهويد المدينة وربط مكوناتها الجغرافية والديمغرافية ضمن منظومة استيطانية واحدة، وتُشير الوقائع إلى أن الخط الأحمر يعمل حاليا بين حي "نفيه يعقوب" في شمال شرق القدس، ومستشفى "هداسا عين كارم" في جنوبها الغربي، مرورا بشارع يافا.
ويُتوقّع تشغيل الخط الأخضر، خلال الأشهر المقبلة الذي سيمتد من مستوطنة" جيلو" جنوبًا حتى مستوطنة" التلة الفرنسية" شمالا، وبدأت مؤخرا أعمال تنفيذ الخط الأزرق، الذي سيربط مستوطنة" راموت" في الشمال الغربي مستوطنة" جيلو"، وسبق أن تمت المصادقة في "اللجنة اللوائية" على الخط البنفسجي، الذي سيصل بين قرية عين كارم المهجر أهلها "مستشفى هداسا عين كارم" في القدس الغربية ومستوطنة " أرمون هنتسيف" على أراضي قرية صور باهر شرق المدينة، إضافة إلى ذلك، يُخطط لإنشاء الخط الأصفر، لربط مستوطنة" المتاحف" وباب المغاربة قرب حائط البراق، في محيط البلدة القديمة.
وأضافت: أن مخطط الخط " البني" سيربط أحياء وقرى القدس الشرقية المحتلة من الشمال إلى الجنوب، عبر مقطعين رئيسيين: المقطع الشمالي يبدأ من "عطروت" شمالا، حتى باب العامود، ويعتمد جزئيًا على مسار "الخط الأحمر"، وخاصة بين محطة "شيفتي يسرائيل" وبيت حنينا، ومن ثم شمالا على طول طريق رام الله (الشارع 60 القديم) حتى "المنطقة الصناعية في عطروت"، ويتضمن هذا المقطع تسع محطات جديدة، إلى جانب التوقف في سبع محطات قائمة تُستخدم حاليا فقط من قبل "الخط الأحمر"، ووفقا للمخطط الإسرائيلي، فإن هذا المقطع هو الذي سيُخطط ويُنفّذ أولًا.
وأكدت المحافظة أن هذا المشروع، بجميع تفاصيله التقنية والمكانية، لا يُمثّل سوى وسيلة استعمارية لبسط سيطرة الاحتلال على المدينة بالكامل وتعزيز عزلها عن محيطها الفلسطيني، وتفريغها من مضمونها الوطني، العربي، والتاريخي، وتغيير هويتها وطابعها التاريخي والديني الإسلامي والمسيحي والقومي.