فرانشيسكا، لم تكن من التراب الذي تنزفُه الأرض، لكنها عرفته، كما يُعرف الجرحُ من احتكّ به الملح.

يوليو 17, 2025 - 08:25
فرانشيسكا، لم تكن من التراب الذي تنزفُه الأرض، لكنها عرفته، كما يُعرف الجرحُ من احتكّ به الملح.

فرانشيسكا،
لم تكن من التراب الذي تنزفُه الأرض،
لكنها عرفته، كما يُعرف الجرحُ من احتكّ به الملح.

وقفتْ هناك —
لا تحتمي بظلّ سفارة،
ولا تتكئُ على لغةٍ مُعقّمة،
بل نطقت: "هذا ظلمٌ"،
فارتبكَ الذين تعوّدوا أن يسمعوا الصمت.

هي امرأةٌ لا تشبه الضجيج،
بل تشبه السكونَ الذي يسبقُ العاصفة،
حين تهمسُ الحقيقة، فيرتجفُ الباطل من وقعها.

لم تصرخ،
لكن كلماتها وقعتْ كالأجراس في مقبرة.
جعلت للضحايا صوتًا،
وللموتِ ذاكرةً لا تُنسى في التقارير.

فرانشيسكا،
جاءت من خريطةٍ لا تشبهنا،
لكنها سكنت وجعنا كأنها من لحمِ البيوت المهدّمة،
ومن دمعِ الأمهات الممنوعِ من البكاء.

لم تحمل سلاحًا،
لكنها جرّدت الكذبَ من بزّته الأنيقة.
لم تُهادن،
بل مشت على الحافة، وقالت: "هنا يقف الإنسان، أو يسقط".

والذين لا يريدون مرآةً تكشف القبح،
اتهموها بالمبالغة… بالخيانة… بالتحريض،
لكنها لم ترد.
لأن من يعرف الحقيقة، لا يجادل الوهم.