ترامب يريد أن يمسك بخيوط الحرب والسلام في العالم
عطية جبارين
كُّنا نسمع قديماً عن ملوكٍ ملكوا الأرض دون منازع، فبسطوا سيطرتهم وسلطتهم عليها. ومن إتساع رقعة سيطرتهم ومن جبروتهم قيل ملكوا وحكموا الأرض من مشرقها لمغربها. هذه الصورة التي طُبعت في أذهاننا لهؤلاء الملوك أصبحنا نرى من يعمل على أن يكون مثلهم في السيطرة والجبروت وإتساع رقعة تحكمهم في العالم . الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب هو النموذج الأوحد في عصرنا هذا الذي يريد أن يحكم الأرض من مشرقها لمغربها، فيتصرف في العالم وكأنه ملكه ومزرعة له، فلا يريد لهذا العالم إلا ما يرى فقرار الحرب والسلم راجع له كما يريد أن يمسك بكافة خيوط العالم الأقتصادية. فتصريحات ترامب وتصرفاته توحي بذلك الطموح الممزوج بالعنجهية والغرور. وقد كان هذا واضحاً للجميع في بداية ونهاية ومجريات الحرب بين دولة الاحتلال وإيران.
دولة الاحتلال لا يمكن تصور أن تقوم بهجوم بهذه الحدة والشراسة على دولة كإيران دون ضوء أخضر من أمريكا، فترامب هو الذي أوعز لدولة الاحتلال بهذا الهجوم بل ساعدها وأعانها في ذلك وأراد أن يكون الهجوم فعالاً ومؤثراً ليصدم إيران ويرعبها لتندفع لتقديم تنازلات في المفاوضات النووية. وبعد القول الصريح من ترامب ومساعديه بأنهم كانوا جزءا من هذه الحرب لجانب إسرائيل أعلن ترامب وقفٍ لإطلاق النار بين الطرفين، وتحدث عن قُربِ سلام بين البلدين وعن نزع سلاح إيران النووي والصاروخي الذي يشكل خطراً على إسرائيل.
فترامب بتصرفاته يقول للعالم أجمع أن قرار الحرب والسلم بيده وإن العالم كله يجب أن يخضع لرؤيته ويسير وفق أفكاره ومصالحه .
إذن، ترامب يريد أن يمسك بخيوط هذا الكوكب كله ليتوج مِلكاً على الشرق والغرب. وهذا الإمساك منه يكون على أساس الرأسمالية الظالمة والمتوحشة والمستبدة والقاتلة، فلذلك العالم كله سيدفع الثمن الباهظ من جبروت وسطوة ترامب ومن معه.
العالم اليوم بأمس الحاجة للخلاص من هذا الظلم والجبروت وهو بحاجة "لنظام عالمي جديد" يقوم على أساس الحق والرحمة والعدل بالبشرية جمعاء يخلص العالم من هذه الشرور ولا يملك رؤية تخليص هذا العالم وقيادته بالرحمة إلا الأمة الإسلامية بمبدئها العظيم. فالامة اليوم مطالبة بذلك فالعالم أجمع أمانة في عُنقِها لإنقاذه من هذا الظلم والسحق ومقدمة وسبيل ذلك يكون بعودة الأمة الإسلامية أمة ناهضة ومتحدة في كيان سياسي واحد يقوم على أساس مبدأ الأمة وعقيدتها.





