لو كنتُ رئيساً!

يونيو 19, 2025 - 09:33
لو كنتُ رئيساً!

إبراهيم ملحم

لا يكفّ العائد إلى البيت الأبيض عن تكرار عبارته الأثيرة إلى قلبه "لو كنت رئيساً لَـما حدث ما حدث"، وهي العبارة التي باتت لازمةً لجميع خطاباته وأحاديثه ومقابلاته، التي افتتح بها ولايته الثانية، ليصبح مطارِداً (بكسر الراء) بعد أن كان مطارَداً (بفتح الراء)، كما قال أمس.

فقد تندّر ترمب على سلفه من تكرار عثراته، التي تسلّطت على قدميه أثناء صعوده سلم طائرته، كما لسانه الذي كان يسبق عقله، وتظهره كما لو أنه "خارج الدايرة"، حسب دارج القول على ألسنة أجدادنا، فإذا به يقع في تلك العثرات، قبل أن تسعف يداه قدميه اللتين تعثرتا، بينما كان يتقافز على سلم طائرته.

 لقد صار ترمب رئيساً يجلس على كرسيّ فاخر، وحوله قومٌ قيام، لديه أختام، وترسانة أقلام، يوقع بها أوامر الثأر والانتقام من أعدائه وخصومه، ممّن طاردوه خلال سنوات أُفوله.

ترمب الرئيس الطامح في الحصول على لقب "صاحب  نوبل" نال بجدارةٍ لقب "خازن الجحيم"، وإن مارس دور الإطفائي بالكلام عن السلام، فهو يقصد الاستسلام، ويطفئ النار بالبنزين.

أمس خلع ترمب ربطة عنقه، واعتمر قبعته، متوعداً إيران بما لم تره عين، ولا خطر على بال بشر، إن هي لم تُذعن لأوامره وتجنح للاستسلام!

"أُسبوع أو أقل، سيشهد العالم عملاً عظيماً"، هكذا قال الرجل المفتون بعودته إلى البيت الأبيض، كنبيّ أنجاه الله من رصاصةٍ مرت بجانب أُذنه، ليُعيد للعالم استقراره.

إذا قال ترمب إنه ذاهبٌ للمفاوضات، فاعلموا أنه يجلس في قمرة الطائرة النفاثة، والبارجة المبحرة في المياه الدافئة، وليس بعيداً أن يستعيد سيرة "ترومان" مع اليابان، إذا ما وقعت الواقعة، وأغرقت طهران إحدى مدمراته، أو قتلت أعداداً من قواته المترامية في قوس النار الممتد من بغداد فبيروت فصنعاء حتى طهران.

فهل تقع إيران في ذات الفخ الذي وقع فيه صدام؟