ساره العقاري الرساله الاخيره قبل الاعتقال
Ship to Gaza
ساره العقاري الرساله الاخيره قبل الاعتقال
باعتباري عربية الأصل والنشأة فلست أملك رفاهية كهذه للإبحار نحو عْــرْ ة.. ليس البحر وحده ما يمنعني بل هنا قيود وحدود وأوامر ونُظم تحكم حتى أحلامي !
فلا أملك جوازًا يسمح لي بأن أعبّر عن حزني كما يفعل الآخرون، ولا تصريحًا إنسانيًا يجيز لي أن أكون إنسانًا كما يجب !
أعرفُ وأعي جيدًا أن العرب ليسوا كقطيع يتفرج على سفــ. ـك د. ماء إخوته بدم بارد على أيدي وحوش بربرية شرسة.. لكننا هنا محاصرون تمامًا بقوانين وسياسات تمنعنا حتى من التفكير في إلقاء زجاجة ماء خارج حدودنا.
أعرف أن فينا من يتألّم حدّ الموت، حدّ فقدان النوم، حدّ الاختناق بالصمت.
لكننا هنا، محاصرون تمامًا ليس فقط بالجغرافيا، بل بالقوانين والسياسات والخوف من أن نُمسك مُتلبسين بالتعاطف كأنّ المساعدة خيانة، وكأنّ الحزن جرم !
كعربية أعيش وسط صمت عربي يصم الآذان أتمنى لأول مرة لو كنت أحمل جنسية أخرى لا لأنني أكره جذوري، بل لأنني أُحبها جدًا،
وأريد أن أدافع عنها، عنها فقط، دون أن أُعاقب.
أريد أن أكون إنسانًا حرًّا !
بلا "لكن"، بلا "ممنوع"، بلا "انتبه"، أريد أن أتصرف بما يليق أن يتصرف به أحرار العالم بلا خوف من ما قد أعاقب به لأنني قررت أن أتصرف كإنسان حر.. إنسان حر فحسب !
السفينة خبر سعيد لكنه مُحزن لأنها لم تخرج من أراضينا العربية الحرة!
#سارة_العقاري
