هل بلاد العُربٍ أوطاني؟

سعدات عمر
لا تزال أرض فلسطين العربية تتزلزل تحت وطأة المؤامرات التدميرية نتيجة للظروف المُستجدة من الرعونة الأمريكية على العروبة وأنظمتها التي بدأت تحيط بها وبمجتمعها الأصيل عادات ومفاهيم جديدة من البلاء مما شجَّعَ الطامعين أمثال الرئيس ترامب أن يغرف من الأموال ما طاب له ولذ. فقد اشترك الباني والهادم في حفر نفقها الكبير في عمق القومية العربية من خلال المُشاركة بين أصحاب تكنولوجيا الحفر وتكنولوجيا الهدم وبدأت أسس ومقومات المجتمعات العربية دون استثناء تتعرض للخطر الشديد من ضياع للهوية العربية الإجتماعية ومن تحطيم للمقومات الثقافية والروحية والإجتماعية مما أضعف الشعور بالانتماء القومي والشواهد كثيرة، وساهم مُساهمة كبرى في فسح المجال للسقوط والانهيار والاستسلام والتبديل والتغيير في روابط العلاقة الأخوية العربية بقبول الهزيمة وحسم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي نهائياً لصالح إسرائيل على حساب الوعي العربي الذي لم يستطع على امتداد الوطن الكبير إدراك حقيقة كثرة وتعدد القضايا الهامة والخطيرة التي يُجابهها الوطن العربي إن صَحَّت التسمية اليوم بالجدية والمسؤولية اللتين تفرضهما خطورة هذه الحقيقة. إنه لخطأ كبير الظن بأن عمر هذه الحقيقة هو عمر وعينا واكتشافنا لخطورتها وإنه لخطأ أكبر خطورة أن نعتبر ما حدث في فلسطين سنة 1948 وما بعد هذا التاريخ من مجازر ومؤامرات بأنواعها المُتعددة والمُتواترة في الزمان والمكان وما يحدث اليوم من تدمير وتقسيم للبلاد العربية مروراً بالأحداث الجسيمة اليومية وما تفرضه وتفرزه في ظروف ومفاهيم وتحركات وحركات مشبوهة وما قد يحدث من اعتداءات ومؤامرات إنما هو نتاج تخطيط في إستراتيجية التحالف الصهيوني الاستعمار الأوروبي الأمريكي الذي أقام إسرائيل ويرتكز هذا التخطيط على تفتيت الوطن العربي كله وليس نصفه أو جزء منه كله يا عرب من المحيط إلى الخليج وتجزئته طائفياً واثنياً إلى دويلات وممالك وامارات هزيلة متناحرة تحكمها عوامل الشك والفرقة المُصطنعة بتقوية الحاجز العنصري ليكسر إمتداد الوطن الواحد ويفصل الأمة إلى أكثر من مئة أمة مُتباعدة. واستناداً إلى هذه الحقائق فالحركة العدوانية الصهيو-أوروبية-أمريكبة ما زالت تعتمد الوسائل المُباشرة وغير المُباشرة لتطويق الوعي العربي وخنقه ضمن إستراتيجية مُعقدة من العوائق النفسية والمادية.