ما تسعى إليه إسرائيل وأعوانها
سعدات عمر
ما تسعى إليه إسرائيل وأعوانها وما يُسمى بالثورة المُضادة هو تدمير السلطة الفلسطينية أو ما كان يُسمى سابقآ مناطق الحكم الذاتي وتصفية رموزها وقادتها وكوادرها مُعتبرة ذلك سبيلاً وحيداً إلى تحجيمها وصولاً إلى إخراجها من دائرة التأثير السياسي والإقتصادي والإجتماعي فلسطينياً وعربياً ودولياً مع ما يترتب على ذلك من توفير الظروف المؤاتية للانقضاض عليها لإنهائها أو تهيئة الظروف للأطراف الطامعة في تزوير سلطة شعبنا الفلسطيني واقتناصها أو فرض خيارات عليها ليست هي خياراتها الوطنية وما يترتب على ذلك أيضاً من تجريد شعبنا الفلسطيني من آماله ومن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد لشعبنا ومن قياداته التاريخية الشرعية ويكفي هنا إستعادة صورة الوضعين العربي والفلسطيني بالذات لالتقاط الغائيات الإسرائيلية البعيدة لتوجيه إسرائيل ضربة قاصمة لشعبنا الفلسطيني فوق ضرباته المميتة، وكذلك فرض جو-سياسي ضاغط على السلطة الفلسطينية وتطلعاتها الوحدوية يُراد منه أن يُثمر فتحاً لملف شعبنا الفلسطيني كشعب إرهاب من وراء التمترس خلف الوزارة باتجاه وتقييد حرية حركة هذا الوجود، وأيضاً توليد حالة من الضغط الجماهيري الفلسطيني والعربي على السلطة الفلسطينية ونعتها بسلطة أوسلو وسلطة التنسيق الأمني نجد أساسها في الظروف البالغة الصعوبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في مواجهة الطاحونة العسكرية الإسرائيلية وسط افتقار شبه مُطلق لأبسط مُستلزمات الحياة كما نجدها في الشعور العفوي بأن الحرب العدوانية الإسرائيلية على شعبنا الفلسطيني مُتمادية اتساعاً وعُنفاً تفيض عن قدرة المواطن الفلسطيني على الإحتمال خصوصاً بعد الإرهاق المادي والنفسي المُتولد عن طول مدة الإحتلال وتواصل الإعتداء وانعدام وجود مؤشرات على نهاية مُحتملة لها في أمد قريب.
