أوجه الشبه كثيرة

مايو 4, 2025 - 19:05
أوجه الشبه كثيرة

أوجه الشبه كثيرة
     سعدات عمر 
إسرائيل وبعد مرور 77 سنة لا تزال في حالة حرب مع شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية تمكنت أن تجعل وجودها يستمر طوال هذه الفترة الطويلة بفضل دعم الغرب الأوروبي الأمريكي. أما الوضع الفعلي الإسرائيلي القوي اليوم هو الذي يتحكم بالعلاقات مع الدول العربية فهو وضع فوقي تهرول الأنظمة العربية للإعتراف بها مما أثر سلباً على قضيتنا الفلسطينية حتى أصبحت كالكرة تتقاذفها... أما شعوبنا العربية فهي مغلوبة على أمرها لا زالت في مرحلة المراوحة الأساسية لكن غير المُستند إلى مقدرة للتعبير والسعي لتحقيق حرية إرادتها، وإن كانت هذه الإرادة دون مستوى الإحساس القومي، وعلى هذا وبالنسبة لأي مراقب فإسرائيل وفق هذه الأوضاع قائمة لتبقى عشرات السنين فوق أل 77 سنة وربما مئات السنين، وأن اليهود سيضطرون بالنهاية إلى الهجرة من فلسطين ويبرز هذا الواقع ضمن إطار من المذابح الكبرى والمجازر بحق شعبنا الفلسطيني والتأكيد على طرده من قطاع غزة أولاً الذي يُثير انفعالات مؤلمة قاسية لدى شعوبنا العربية ولدى شرائح شعبية مهمة في أمريكا وأوروبا وإسرائيل نفسها بسبب ما يمثله هذا الواقع من قهر لإرادة شعوبنا العربية وشعوب العالم. لقد استطاعت إسرائيل أن تفرض نفسها بحد السيف، وما زالت. لكن إلى متى يظل سيفها مجلياً، وهل إرادة شعوبنا العربية المقهورة ستظل ظاهرة تاريخية. إن هذا الواقع يُشبه إلى حد بعيد تاريخ الصليبيين حيث هناك وجه شبه كبير بين الصليبيين وإسرائيل بل شبهاً فوتوغرافياً في التفاصيل الدقيقة، وهناك أوجه شبه مثيرة في الاتجاه العام للحركة الصهيونية والحركة الصليبية. كما أنه هناك وجه شبه بين المؤتمر الصهيوني الأول 1897 والمؤتمر الصليبي كلير مونت 1095 وموجة الغزو البحرية والبرية وبناء القلاع والحصون عند الصليبيين، والكيبوتسات في إسرائيل اليوم، لكن رغم سيطرة الصليبيين على القدس وفلسطين وأمكنة عديدة في المنطقة العربية وجنوب تركيا فقد اضمحلت الدولة الصليبية المتعددة الممالك والإمارات في النهاية.