شكوى العبيد الى العبيد... رحمة الله عليك يا رئيسي

حمدي فراج
انفجر المرفأ في إيران، انفجاراً هائلاً ورهيباً، راح ضحيته المئات، وبالتأكيد، خسائر مادية وعتادية كبيرة، وما زالت الدولة، تحاول السيطرة عليه لعدة أيام، دون أن تنجح، وحين تنجح هنا، ينفجر من هناك.
يجب وبالضرورة أن يذكّرنا هذا بانفجار مرفأ بيروت قبل خمس سنوات الذي زلزل بيروت وراح ضحيته مئات القتلى وآلاف الجرحى، وعشرات آلاف المهجرين من منازلهم التي تدمرت. استنفذت التحقيقات المحلية و الدولية، ورغم مرور كل هذه السنوات، فقد ظلت الجهة المتورطة مجهولة، وأظن أنها ستظل مجهولة في مرفأ إيران، حتى تقوم هي بالإعلان عن نفسها.
لا يجب أن يتوقف الأمر عند انفجار المرفأين الدوليين في لبنان وإيران، بل يجب استحضار عملية "البيجرز" قبل حوالي سبعة أشهر، التي قضت تقريباً على قيادة حزب الله في لبنان، والتي كان لها الأثر الحاسم في ضعضعته وربما هزيمته، وهي عملية نوعية لا تستطيع القيام بها إلا جهة لها وزن الدولة، ولكن ليس أي دولة، ولربما أكثر من دولة.
ولكي يصبح الضوء ساطعاً، فإن إسرائيل تباهي بأنها دمرت 80% من قدرة سوريا العسكرية في غمرة أسبوع سقوط نظامها، أما لكي يصبح الضوء مبهراً، فلننظر إلى ما يحدث في غزة على مدار العشرين شهراً الماضية، شيء ليس له مثيل في التاريخ، إبادة جماعية وتطهير عرقي وتدمير يومي يطول الأبرياء حتى في خيامهم، ليموتوا حرقاً بعد أن كانوا يموتون تحت ردم منازلهم، أما من ينجو من موت القصف، فلا بأس أن يعاني من ألم الجوع والعطش والكمد والنزوح والجروح.
طبعاً، إسرائيل لها عمق دولي متمثل في أمريكا التي تساعدها في القضاء على "الحوثيين"، ومن قبلهم العراقيين والليبين والمصريين والسودانيين والسوريين، وعمق إقليمي، يساعدها على العدو الإيراني الشيعي الناصري البعثي الشيوعي الحمساوي الفتحاوي، بالصمت المتواطئ حيناً، والدعم السري حيناً آخر، وإلا لما يخرج علينا نتنياهو بعبارته المتكررة إنه بصدد خلق شرق أوسط جديد، هو من وجهة نظره، شرق أوسط نظيف من أي مقاومة.
من وجهة نظر آخرين على يمين نتنياهو بعض الشيء، شرق أوسط جديد، تعني تنظيفه من كل عربي إسلامي إلا من وافق أن يعيش حياة العبيد تحت إمرة السيد الوحيد.
رحم الله الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي قضى في "حادثة" سقوط المروحية، والذي ستحل بعد أيام الذكرى الأولى على رحيله.
*****
انشر على لهب القصيد * شكوى العبيد إلى العبيد / شكوى يرددها الزمان غداً، إلى الأبد الأبيد / قوموا اسمعوا في كل ناحية يصيح دم الشهيد / يمـشي إلى حبـل الشهادة جائعاً مشي الأسود / خجل الشباب من المشيــب، بل السنون من العقود... (أبو سلمى) .