فيصل وغازي حكاية وطن
في الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني وفي الفعل النضالي الثوري، ثمة محطات مفصلية وأسماء استعصت على فيزياء الزمن وتواتر الايام فاستقرت في الوجدان.
اذكر في لقاء جمعنا في مكتب الاعلام الخارجي في بيروت بمجموعة من صحفيين ومراسلين اوروبيين وغيرهم، أن علق احدهم مستغربا كيف تقدم العائلة الفلسطينية الواحدة الشهيد تلو الشهيد ولا يردع الموت باقي افرادها.. كيف تجد في العائلة الواحدة الأب وأبناءه سائرين على ذات الدرب يتسلمون راية الفداء جيلاً بعد جيل؟.
من فيصل إلى غازي .. تتجلى حكاية وطن,حملا راية فلسطين وقد ضُمخت بدم الشهيد القائد عبد القادر الحسيني الذي استشهد على ثرى وطنه في معركة صمود ومواجهة مع العصابات الصهيونية في الثامن من نيسان الف وتسعمائة وثمانية واربعين.
استحضر هذه اللفتة من ذاك الصحفي في تأبين الأخ غازي عبد القادر الحسيني قبيل أيام ليلتحق بأبيه وأخيه فيصل بعدما حملوا الرسالة وأدوا الامانة. استشهد الوالد على ثرى فلسطين في معركة القسطل واستشهد فيصل في الكويت حاملا قدسه وفلسطينه أيقونة بمحاذاة القلب وبوصلة يمم بها المنافي، وارتقى غازي في منفاه على الجانب الشرقي من نبض قلبه في الاردن.
نحن اليوم لا حاجة بنا للعزاء ولا ينقصنا الرثاء بل هو عوزنا لرموز نفتقر إليها تحمي ذاكرتنا من التهتك وذكرياتنا من الاندثار وتحمي حاضرنا من الاحتواء والتبعية وترسم معنا مخططنا لمشروعنا الوطني تكون القدس منطلقها ويافا محط ركابها.