المجتمعات ومصيرها

المجتمعات ومصيرها
نحن اليوم أزيد من ٨ مليارات إنسان على سطح هذا الكوكب الواسع الجميل بطبيعته والغني بثرواته ومستدعي الإيمان بعظمة الخالق والعلم والفلسلفة والشعر والحب، فإذا نظرت إلى الأنهار تحدها أجمل الأشجار والأعشاب والزهور فلن تشعر سوى بالراحة والحب.
هذه المليارات أسست مجتمعات منها مدنية تطورت وتقدمت سنين ضوئية عن مجتمعات مؤمنة متأخرة في كل شيء حتى في فهم دينهم وشرعهم الذي بسوء فهمه وتأويله تتراجع هذه المجتمعات للحيوانية كالغابة يأكل فيها القوي الضعيف فريسة سهلة على صيادٍ يحمل في جعبته أحدث أشكال تكنولوجيا المعلومات والعتاد.
يتعجب الكثير الكثير من الناس عند معرفة أن علوم اليوم ما هي إلا تطوير لنظريات واختراعات علماء مسلمين كالخوارزمي والفرابي وابن سيناء والرازي وابن خلدون وجابر بن حيان ممن أُُسعِفتُ بذكرهم وغيرهم وغيرهم ممن طواه التاريخ في صفحاته، وهذا تاريخ لأهله وليس مفخرة لي، سيسأل إبني يوماً عن إنجازاتي وسأخبره بأنجازات الخوارزمي منشأ علم الجبر ليبتسم ساخراً وفي داخله خذلان سيعيشه مستقبلاً إن لم تتغير نواحي حياتنا الإجتماعية في الزواج والخلفة والتربية والتعليم.
إن الله سبحانه مدبر الكون هو العالم الوحيد بخير الإنسان لأنه أحبه وأحب أن يحيى بكرامة وعفة ليستحق الجنان الخالدة أمرنا بحكمته بالتكاثر والزواج وأمره أن يتزوج المرء لإستمرار الحياة والإمتحان ولكننا فهمنا الكثرة من الأمر فلا نحن عشنا ولا أبناءنا عاشوا وبدأ مشوار الهبوط المجتمعي حتى بتنا مستوعب إختراعات المجتمعات الأخرى بحلوها ومرها التي انجبت طفلين بالمتوسط.
في حارتنا استاذ مدرسة لديه ٧ أبناء سؤلَ مرة عن التكاثر فأجاب، أنا أنجبت ٧ ليحملوا ذكري بينما بيل كلنتون لديه أبن واحد! وكان هذا المثال بليغ للغاية، بيل كلنتون معروف عالمياً ويذكره التاريخ! فأينشتاين رُزِقَ بثلاثة أبناء والتاريخ يذكره ولا يذكر أبناءه!
هذه المجتمعات التي حملت فكر التكاثر وتكاثرت حتى أنها تنسى أسماء أبنائها ربت أطفال بالقسوة لأن القلب لا يحمل كثرةً ترك هذا المر نوع من النقص وعاطفة للأشياء فأصبح هؤلاء الأبناء أباء يدللون أطفالهم ويلبون جميع متطلباتهم تعويضاً عن طفولتهم فأضطرب هذا الجيل أيضاً مخلفاً الكثير من الأفات المجتمعية والمشاكل والبغضاء ولكل بصير رأي، والرأي الأرجح أننا لا نقدر على تسوية عاطفتنا في ميزان الحياة العملية الحقيقية وهذا ما يدل عليه الفارق التربوي بين جيلين مختلفين في الزمان والنوعية.
عيسى دياب