الإخوة في حماس، ليس العقل إلا نعمة تدخلنا الجنة أو النار

الإخوة في حماس،
ليس العقل إلا نعمة تدخلنا الجنة أو النار.
أرجوا أن نقوم بمراجعة التاريخ منذ ١٩٨٢ لليوم.
بعد كل ما شهده الشعب الفلسطيني وثورته من مضايقات وحصار التاريخ يحفظ أحداثها وشخصياتها ذلك نتاج الواقع العربي المقسم والمنقسم، ذهبنا إلى إتفاق أسلو الذي كان من المفترض أن يفضي إلى دولة فلسطينية، فأخذتم على عاتقكم تحرير فلسطين من البحر إلى النهر وقمتم بعمليات بطولية أرهبت المحتلين واعادتهم إلى حسابات جديدة!
عملياتكم تزامنت مع إستكمال المفاوضات الفلسطينية مع الإحتلال وفي كل جلسة كان الوفد الفلسطيني ضعيف لأنه بنظر الإحتلال وراعي المفاوضات واللجنة الرباعية وغيرها لا يمثل الشعب الفلسطيني! فاستغل الإحتلال هذه الشرذمة في إظهار خلافنا للعالم وقال على الدوام لا يوجد شريك فلسطيني للسلام وأخذ بقضم أراضي الضفة وضيّق على الفلسطينين في الضقة وغزة والقدس، بعد انسحاب الإحتلال من غزة وقضية الأسير شاليط لم يتقدم الرئيس محمود عباس لتسليم شاليط لأنه يهمه بل لأنه يعلم القادم، فهذه الشخصية على مدى عقوظ إختبرت عقل الإحتلال وأصبح قادراً على قراءة سياستهم وأهدافهم، فقمتم بإحتلال غزة وطر الشرعية الفلسطينية منها ما استوجب الحصار بدعم دولي!!!
وأختبركم الإحتلال خلال السنوات في عمليات عسكرية لنصحى على السابع من اكتوبر الذي كان ذرعية الإحتلال لإحتلال غزة وتطهيرها، وتدمير مخيمات الضفة وتصفية قضية اللاجئين وكل هذه السنين وانتم مدعوين إلى وحدة وطنية تجسد الموقف الفلسطيني أمام العالم لتكونوا سلطة واحدة تدير شؤون الشعب الفلسطيني وتستعيد حقوقه.
في الوقت الذي يستشرس فيه الإحتلال على السلطة الوطنية الفلسطينية ورفضه أي دور لها في غزة والضفة أيضاً تعتقدون أن حكم السلطة لغزة خسارة لكم بشعار "نحن اليوم التالي".
بعد أيام من حرب الإبادة خرجتم لتقولوا للعالم أنكم موافقون على دولة بحدود عام ١٩٦٧ ويقول موسى أبو مرزوق أن طوفان الأقصى لم يكن لتحرير فلسطين ذلك لعدم توفر القدرة على ذلك؟!
اليوم غزة مدمرة وشعبها في العراء، لا مشتشفاً ولا مدرسة ولا جامعة ولا حتى مسجداً لإقامة الصلاة ولا وسادة نضع عليها أحلامنا فلماذا المكابرة والعناد!
اما حان الوقت لمراجعة ذاتية تستهدف تصحيح المسار؟!
العقل هبة من الله يدخل الإنسان الجنة ويرميه في النار.
الرئيس محمود عباس في عمرٍ لا يحتمل المواربة، لو كان فتياً لقلنا أنه فتن بالقصور، تحاصره أمريكا والإحتلال سياسياً ومالياً ويتهمونه بأنه راعي الإرهاب فما بالكم كيف تحكمون!
هو شيخاً حكيماً همه إيصال شعبه إلى بر الأمان فاستمعوا له.
عيسى دياب