محمد الطوس من غربة الاعتقال الى غربة المنفى .

محمد الطوس عميد الاسرى الفلسطينين الذي نال حريته من المعتقل بعد ٤٠ عاما ليزيد عليها من وجع الاعتقال غربة الجسد عن ارضه التي ناضل من اجلها و قدم سنوات عمره فداء لها فلا منة من احد عليه لان تضحيات شعبنا و دماءه اطفاله هي من عبدت الطريق امام حريته .
بصرف النظر عن الطريقة التي نال بها حريته فهي مستحقة له و عندما مارس الاخ ابو شادي الفعل المقاوم لم يكن البعض قد وجدوا في ساحة العمل النضالي المقاوم و لم يكن قد ولدوا مشتبكو بارات عمار و ثائرات شارع الرينبو .
ابو شادي الطوس ظهر في الامس في لقاء حواري مع الاعلامي طوني خليفة على شاشة قناة المشهد تحدث بها
في صدق و عبر عن معتقداته و افكاره التي اقتنع بها و كانت ملهمه الاول لاختياره درب النضال و الكفاح من اجل حرية شعبه و تراب وطنه المحتل .
لن ادافع عن ما تحدث به الاخ ابو شادي لانه تحدث بفكر صحيح و عبر عن وعيه الوطني المفقود و الذي يوازن بين التضحيات و المكتسبات و بين الاهداف و الانجازات و لكن الغريب ان اربعون عاما من عمر الاخ الطوس لم تشفع له عند ثوار الاخونج و صبيان الرينبو و رواد المقاهي و مثقفي بارات عمان الذين ترتعد دولة الاحتلال من اصوات حناجرهم التي تصرخ بالشتائم على المنظومة الوطنية و على كل فلسطيني يعيش في الارض المحتلة فلسطين و من شدة خوف نتنياهو منهم اصبح لا ينام قبل ان يشرب من طاسة الرعبة توجسا و ريبة من هؤلاء الذين يعدوا بالملايين و لكن! عند حمية الدم و نخوة العرب جاء الفعل الثوري المقاوم المنتقم لدماء شعبنا في غزة و جنين على يد نشمي اردني من عشيرة اردنية اصيلة و كما جاءت الحمية من قبلة من فوهة جندي مصري و لم تأتي من اي واحد من هؤلاء الملايين الذين يتطاولون ليل نهار في الميادين و الشوارع و يغرقون العالم الافتراضي بركاكة الطرح و سطحية الافكار و التي تعبر عن جهالة في القضية التي يدعون دفاعهم عنها و ينهالون بالشتائم و اللعن و التخوين على كل الانظمة العربية بينما لا يجرؤ اي منهم ان يهمس ببنت شفاه على النظام الاردني خوفا منه و احتراما له ...
و للحقيقة التي لا يجرؤ احد على ان يبوح بها نحن لا نناضل من اجل فلان او علان الذي ترك وطنه و غادره و لم يعد بمحض إرادته الشخصية و لم يجبره على ذلك احد و انما نناضل من اجل شعبنا و في سبيل صون حقوقه الوطنية
و في سبيل حياة كريمة له في وطن محرر يعود اليه الطوس و غيره من المناضلين معززين مكرمين مرفوعي الرأس و الهامه ... نحن نناضل من اجل عودة لاجيء شعبنا المشردين في مخيمات اللجوء و الشتات ... نحن نناضل لان لنا عهد بمواصلة النضال و علينا ان نستمر صونا لهذا العهد .. نحن نناضل لان لكل واحد منا حكاية و ثأر مع المحتل و يلح عليه ثأره بان خذ بالثأر ... و لا نناضل من اجل ان يبيع علينا جاهل في قضيته صكوك الوطنية و الانتماء و قبل ان يتطاول صعاليك الاخونج على قامات النضال و يتفلسف مثقفو البارات في عمان حول القضية الفلسطينية عليهم ان يعرفوا اولا شيئا عن هذه القضية .
بقلم : حمزة خضر .