السياسات الأمريكية تجاه فلسطين تحت حكم ترامب: قرارات تعسفية ودعم متزايد لدولة الاحتلال

مع تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، شهدت السياسة الأمريكية تغييرات كبيرة أثرت بشكل مباشر على الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية, فمع نهاية الأسبوع الأول من رئاسته، اتخذ ترامب سلسلة قرارات تعسفية ضد الفلسطينيين، دعمت في الوقت ذاته دولة الاحتلال الإسرائيلي عسكريًا واقتصاديًا، مما يعكس سياسة أمريكية تعتمد على الأبعاد الاقتصادية وتؤكد انحيازها الكامل للاحتلال.
في هذا السياق تحدث د. عمر رحال مدير مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية، عبر برنامج "محطات" الذي يبث عبر راديو وتلفزيون "كل الناس" بالشراكة مع فضائية "معًا"، عن تأثير هذه
القرارات على القضية الفلسطينية، ودعا إلى ضرورة التحرك الفلسطيني لمواجهة هذه التحديات.
يقول د. عمر: "مع بداية رئاسة دونالد ترامب، كان واضحًا أن سياسته الخارجية ترتكز على الأبعاد الاقتصادية والمصالح التجارية، حيث تعامل مع القضايا الدولية بعقلية رجل الأعمال, أوقف عضوية الولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية، وألغى مساعدات دولية هامة، مؤكدًا سياسة "الاحتكار الاقتصادي" التي انعكست حتى على علاقات واشنطن بحلفائها.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار الرحال إلى أن هذه المساعدات الأمريكية، رغم أهميتها كانت دائمًا مشروطة ومرتبطة بمواقف سياسية، مما يتطلب من الفلسطينيين البحث عن بدائل أخرى بعيدًا عن مقايضة حقوقهم المشروعة بالدعم الاقتصادي.
الدعم العسكري والسياسي للاحتلال:
ترامب أعاد فتح قنوات الدعم العسكري لدولة الاحتلال، وألغى عقوبات كانت مفروضة على بعض المستوطنين، في خطوة تعكس تشابهٍ كامل مع سياسات نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف, كما شجع عبر تصريحاته على تهجير الفلسطينيين، وهي سياسات لاقت ترحيبًا من وزراء الاحتلال المتطرفين مثل سموتريتش وبن غفير، الذين اعتبروا هذه الخطوات ضوءًا أخضر للمضي قدمًا في مشاريع الضم والتهجير.
أكد الرحال أن هذه التصرفات تأتي ضمن استراتيجية أمريكية طويلة الأمد تدعم الاحتلال، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تكن يومًا وسيطًا نزيهًا في الصراع, ما تفعله أمريكا هو إدارة للأزمة الفلسطينية، وليس سعيًا لحلها.
انعكاسات على القضية الفلسطينية:
في ظل هذه التحولات، تواجه القضية الفلسطينية خطرًا متزايدًا من مشاريع الضم، خاصة في المناطق المصنفة "C"، بالإضافة إلى الضغوط الممارسة على بعض الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال.
ترامب؛ في نظر الرحال، هو شخصية نرجسية تتصرف بتخبط ودون مراعاة للعلاقات الدولية، مما يفاقم الأزمات العالمية ويخلق بيئة دولية متوترة.
تصرفات الإدارة الأمريكية في عهد ترامب تعكس انحيازًا كاملًا لدولة الاحتلال وتعاملًا استعلائيًا مع القضية الفلسطينية, وكما أشار الرحال، إن هذه السياسات تتطلب من الفلسطينيين التمسك بثوابتهم الوطنية والبحث عن بدائل اقتصادية وسياسية تضمن عدم الارتهان للمساعدات المشروطة, أمام هذه السياسات المتطرفة، يبقى الصمود الفلسطيني هو السلاح الأقوى في مواجهة محاولات تهجيرهم وسلب حقوقهم المشروعة.
إعداد : رهف تحسين جيتاوي.